18 سبتمبر 2025

تسجيل

عامُ الصمودِ والعزةِ والكرامةِ

05 يونيو 2018

في مثلِ هذا اليومِ من السنةِ الماضيةِ، كانتِ القيادةُ الإماراتيةُ سعيدةً جداً بعد نجاحها في استثمارِ الحالةِ الداخليةِ السعوديةِ، وحالةِ الفشلِ الاقتصاديِّ والسياسيِّ لمصرَ والبحرينِ، لإقناعِ قياداتها بالفوائدِ التي ستعود على دولهم حين تنجحُ مؤامراتهم على بلادنا، فيغيرونَ نظامَ الحكمِ فيها، ويتناهبونَ ثرواتها، ويحولونها إلى دولةٍ بلا دورٍ ولا تأثير. كانت قياداتُ دولِ الحصارِ الأربعِ تجتمعُ ليلاً ونهاراً بقادةِ مخابراتها وجيوشها للإعدادِ لساعةِ الصفرِ التي سيجتاحونَ فيها بلادنا إذا لم تعلنْ خضوعها لهم، وقبولها بصحةِ أكاذيبهم وادعاءاتهم. لقد كان المنظرُ السياسيُّ منحطاً خالياً من الإسلامِ والعروبةِ والإنسانيةِ، وكأنه مشهدٌ من عصورِ الجاهليةِ وما قبلَ الدولةِ الحديثةِ. في مثلِ هذا اليومِ من السنةِ الماضيةِ، كان سموُّ الأميرِ المفدى يجتمعُ بالوزراءِ، والمختصينَ، وقادةِ الجيشِ والأجهزةِ الأمنيةِ، لوضعِ وتنفيذِ الخططِ التي ستمكننا من تجاوزِ الصدمةِ الأولى، وتأمينِ متطلباتِ الحياةِ الكريمةِ للمواطنينَ والمقيمينَ، والحفاظِ على الأمنِ والأمانِ. كانَ سموه يحملُ قطرَ وشعبها في قلبه، ويفكرُ بهدوءٍ في أنجعِ السبلِ لجمايتهما من غدرِ (الأشقاءِ) وتآمرهم، ويستثمرُ سياساته وسياساتِ سموِّ الأميرِ الوالدِ خلالَ العشرين عاماً الماضيةِ لتخليقِ موقفٍ دوليٍّ مساندٍ لبلادنا في مواجهةِ الحصارِ، وردعِ أيِّ نوايا عدوانيةٍ مبيتةٍ. لقد كان قصرُ الوجبةِ هو قلبُ بلادنا النابضِ بالإرادةِ والكرامةِ والعزةِ. في مثلِ هذا اليومِ من السنةِ الماضيةِ، كنا، كحالنا دائماً، نلتفُ حولَ القامةِ الشامخةِ لسموِّ الأميرِ المفدى، وندركُ أنَّ بلادنا وقيادتنا مستهدفتانِ لأنهما قدمتا لنا ما لم تستطع دولُ الحصارِ تقديمَ عُشره لمواطنيها من رفاهٍ وكرامةٍ وحرياتٍ ومشاركةٍ في اتخاذِ القرارِ. كنا نتدافعُ للذودِ عن منجزاتِ بلادنا، ومكانتها الرفيعةِ في نفوسِ وقلوبِ العربِ والمسلمينَ، ودورها المؤثرِ في العالمِ. ولم تكنْ تعنينا سيولُ البذاءاتِ والانحطاطِ الأخلاقيِّ في إعلامِ دولِ الحصارِ، ولا أكاذيبُ المسؤولين فيها بأنَّ الشعبَ القطريَّ في قلوبهم، فنحنُ ندركُ بوعيٍ وإيمانٍ أنَّ القلبَ الوحيدَ الذي يتسعُ لكلِّ ذرةِ ترابٍ قطريةٍ، ولكلِّ واحدٍ منا، هو قلبُ سموِّ الأميرِ المفدى. في مثلِ هذا اليومِ من السنةِ الماضيةِ، أدركَ الجميعُ الفروقَ الحضاريةَ بينَ بلادنا ودولِ الحصارِ، ورأوا وسمعوا ما يثبتُ أننا نجاورُ الشرفاءَ والكرامَ على قمةِ جبلِ الأخلاقِ، بينما يرتعُ المحاصِرونَ عند سفوحه يصرخونَ فلا يجيبهم إلا الساقطونَ، ويتقافزونَ فلا يراهم إلا الذين تعودوا أنْ يبيعوا كرامتهم لمن يدفعُ أكثرَ. وهنا، بدأ يترسخُ إدراكنا لشخصيتنا الوطنيةِ الفريدةِ القائمةِ على انتمائنا العربيِّ والإسلاميِّ، وجعلنا الحصارُ نكسرَ حواجزِ التخلفِ التي كنا نراها لكننا كنا لا نقتربُ منها لحرصنا على خصوصيةِ الأشقاءِ، رغم أنها كانت تعطلُ تسريعَ مسيرتنا نحو بناءِ الدولةِ المتقدمةِ، دولةِ الإنسانِ والحضارةِ والقبولِ بالآخرِ. لقد كانَ الحصارُ نقطةَ البدايةِ الجديدةِ للابتعادِ عن مراكزِ التخلفِ الحضاريِّ المحيطةِ بنا، وللالتزامِ أكثرَ بمواقفنا المشرفةِ من قضايا أمتينا العربيةِ والإسلاميةِ. في مثلِ هذا اليومِ من السنةِ الماضيةِ، كانتِ الشعوبُ العربيةُ والإسلاميةُ معنا، فعلمنا أنَّ الله تعالى معنا، لأنه سبحانه إذا أحبَّ عباده فإنَّ محبتهم ستملأ قلوبَ البشرِ. اليومَ، نجددُ عهدنا لبلادنا الحبيبةِ بالعملِ على ما يحققُ مجدها وعزتها، وولاءنا لسموِّ الأميرِ المفدي الذي نقفُ صفاً واحداً خلفَ قامته الشامخةِ، فإذا قالَ استمعنا، وإذا طلبَ لبينا، ولو لم تتسعِ الأرضُ له فسنبسطُ له قلوبنا وعيوننا، ونضعُ أرواحنا فداءً لوطننا ولسموه. ونشكرُ ونقدرُ عالياً مواقفَ الشرفاءِ من أشقائنا العربِ والمسلمينَ، وأخوتنا في الإنسانية، ولن ننسى وقوفهم معنا في هذه الأزمة التي كانت أبرزُ نتائجها وفاةَ مجلسِ التعاونِ بالسكتةِ السياسيةِ الغادرة. كلمةٌ أخيرةٌ: لقد غدروا فالتزمنا بالوفاءِ، وأساءوا فخاطبناهم بأخلاقنا الرفيعةِ، وهددوا وتوعدوا فقلنا إنَّ الله معنا، وإنَّ شمسَ الحقِّ والحقيقةِ ستشرقُ مهما طالَ ليلُ الباطلِ والأكاذيبِ والادعاءاتِ.