11 سبتمبر 2025

تسجيل

مفتاح تحسين الأمور

05 يونيو 2012

حين نتوتر تتوتر الكلمات وبسرعة شديدة تفوق ما نشعر به وبتوفق تام؛ لتتدفق دون حساب، وتفر بنا من بعد ذلك، وتقفز دون أن نتمكن من ردعها عن فعل ما تقوم بفعله، حتى نجدها وقد خرجت عن السيطرة تماماً كما حدث معنا وذلك؛ بسبب اضطراب الأمور، التي تجبرنا على تجرع الضياع، وذاك الأخير هو ما نقف أمامه؛ ليضعنا أمام نتيجة حتمية وصلنا إليها والفضل كله لتقصيرنا بعملية التنظيم منذ البداية، فالمعلوم أن التنظيم وإن تقدم أي شيء نود القيام به من بعد التخطيط له؛ لخرج للدنيا متألقاً وبكامل أناقته، دون أن ينقصه أو يعيبه أي شيء، لكنه وفي المقابل لن يتحقق متى تخبطنا وقمنا بأعمالنا بشكل ارتجالي لا شكل له أصلاً. منذ أسبوع مضى والأحداث التي تشغل العامة والخاصة فاجعة وبصورة مفجعة، والحديث عما يحدث في الخارج وما حدث في الداخل وتحديداً (صدمة حريق فيلاجيو) الذي حرق قلب كل من علم بتلك الصدمة، وحزن على الأرواح التي ودعت الحياة دون أن تتسنى لها فرصة توديع من تحب، وهو قدر الله وما كتب له بأن يكون، دون أن نعترض عليه، وكل ما يتوجب علينا فعله الآن هو الدعاء بالرحمة لكل من رحل منهم، والدعاء بالصبر والثبات لمن رحل عنه من يحب، والدعاء لنا جميعاً بسيادة الأمن والأمان وراحة البال اللهم آمين. ما حدث وجمدني حين علمت بخبر الحريق، هو انني وخلال ساعة واحدة فقط من انتشار الخبر كنت قد سمعت عشرات الأسباب، وجملة من التحاليل التي تحايل بها كل من تباهى بمعرفةٍ لم يكن ليملك منها أي شيء؛ ليقدمها وبكل وقاحة، فكُتبت القصص، ونُشرت وتابعها من سعى جاهداً إلى فعل ذلك؛ ليصدقها وينشرها بدوره على من لم يدركها، دون أن يدرك أنه قد ساهم بنشر تلك القصص التي روجت لبشاعة الإشاعة، حتى ومتى وصلنا إلى نهاية اليوم، وجدنا حصيلة من الأخبار وقد شغلت الجميع أكثر من الحادثة الحقيقية التي وقعت وأوقعت بمجموعة من الضحايا، وما يؤلم أن أولئك الأشخاص ظلوا يقاتلون واستماتوا لا ليدافعوا عن حقيقة ما حدث ومن حدث لهم ما قد حدث، ولكن ليدافعوا بتبريرات أكثر تبرر توجههم لاختلاق تلك القصص الوهمية، التي لا تعطي ولا تأخذ، وكل ما في الأمر أنها تجعلهم الأكثر معرفة فحسب، وكأنهم سيخرجون من ذلك بفائدة أو سيتخرجون من جامعة تُدعى (الكذب). إن ما تسببت به تلك القصص أكبر مما قد يتخيله أحد، وإن لم يكن الضرر جلياً، ويكفي بأنها قد تسببت بشيء ما؛ لأنها تنم عن فراغ لا تكون إلا من أصحاب العقول الفارغة، التي تقذف دون أن تراعي بأن ما تقوم به سيجرح، وسيؤلم وسيُبكي من هم في غنى عن ذلك، ولقد علمنا بذلك حين تناقلت وسائل الاتصال ذاك الخبر، لكن بنكهات مختلفة وبحسب ما جاد به مرسلها الذي سعى لأن يكون الاكثر متابعة، وحرص على أن يفوز بلقب ملك الأخبار، في حين أن كل ما كنا نتمنى حدوثه هو الفوز بخبر حقيقي يصلنا قبل أن تصل إليه النفوس الضعيفة والمريضة فتعبث به قبل أن يُبعث، فإن كان الأمر يتعلق على رقبة الانتشار؛ لتولت الجهات المعنية ذلك، ولكنها تريثت قبل أن تنبس بحرف لا علاقة له بالحقيقة، وعليه فإن الحديث لكل من تجرأ وبث في الآخرين من القصص ما لا يمت للواقع بصلة، ولهم نقول: عليكم بتنظيم أفكاركم (واتقوا الله) من قبل ومن بعد. أنت وسوء التنظيم كثيرة هي تلك الأمور التي تشكو من سوء التنظيم، فلا تأخذ حقها من الحياة كاملاً بسبب ذلك، ولربما ما حدث في فيلاجيو يشكو من سوء التنظيم أيضاً، وما حدث من نقل الأخبار وسرد القصص عن ذاك الذي حدث في فيلاجيو يشكو من سوء التنظيم، وما يحدث معك في بيتك يشكو من سوء التنظيم، وما يحدث معك في عملك يشكو من سوء التنظيم، وما يحدث في الشارع يشكو من سوء التنظيم، وما يحدث لك في حياتك بشكل عام يشكو كذلك من سوء التنظيم، وهو ما يعني بأنك المسؤول عن ذلك، ومفتاح تحسين الأمور بيدك أنت، إذ لا يجدر بالتنظيم أن يكون على مستوى المجتمع فقط، بل أن يكون ويبدأ من الفرد نفسه؛ لأنه أصل المجتمع، وصلاحه من صلاح المجتمع، ومتى تحقق له ذلك فإنه سيُبشر بالصلاح العام والتام وبشكل أكبر سيشمل الجميع إن شاء الله، خاصة متى تخلصنا من كل من يفكر بمصالحه الشخصية ويلهث خلف تحقيق أهدافه دون أن يهتم بأحد سواه، ليس هذا فحسب بل انه يُقدم على ما يقرر تقديمه بصورة لا تعبر عن اهتمامه بالأمر، مما يجعله أقل تنظيماً أو أبعد من ذلك بكثير؛ ليخرج كامل العمل ناقصاً تُمزقه العيوب وتفيض منه من كل جانب، حتى يمقته من حوله؛ لينفض وهو الخيار الوحيد المُتاح أمام من لا يدرك سياسة (النفس الطويل)، أو سئم اتباعها، في حين أننا بأمس الحاجة إلى من يدرك هذه السياسة ويٌحسن اتباعها جيداً؛ كي يمضي نحو أهدافه التي تخدمه وتخدم من حوله بصورة ستُرضي الجميع إن شاء الله، وأخيراً لاشك هناك المزيد، لكنه ما سيكون حين نلقاكم في المرة القادمة وحتى حين فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد