12 سبتمبر 2025
تسجيللقد كان حادث حريق المجمع التجارى فيلاجيو مفجعا وقد عبرت قطر وكل من يعيش على ثراها الطيب عن حزنها العميق على ضحايا حريق مجمع فيلاجيو الذين كان معظمهم من الأطفال الأبرياء،. الحادث المؤلم، قد كشف عن الكثير من الأمور التى يجب ان تناقش بجدية مثل إجراءات الأمن والسلامة، وأهمية وجود وحدة إسعاف داخل كل مجمع ضخم تضم كوادر قادرة على تقديم الاسعافات والدعم عند الحاجة، لكن الأمر الذى أثار شجونى أكثر هو كثرة الشائعات التى انتشرت عقب الحادث بتضخيم عدد الضحايا مما أثار الكثير من اللغط والخوف فى نفوس الكثير من الامنين وهنا أقول لمن ينشر تلك الشائعات لا لكم أيها المرجفون كفو ضرركم عن المجتمع. ومن المعروف اليوم ان وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعى عديدة ومتنوعة فعندما تنشر خبرا فلا مجال للرجعة فكلها لحظات ويكون قد قرأه المئات والألوف والملايين من البشر وأحدث بهم ما أحدثت فلا مجال للأسف والتصحيح صعب، فكف يدك ولسانك جزاك الله خيراً. وتثبت أولاً وأذكر هنا من الألفاظ اللغوية التى تدل على الحرب النفسية:( الارجافُ) قال — تعالى —: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا} [الأحزاب: 60 ولضيق المقال سأحاول التعرف على ماهو الارجاف ومن هو المرجف وما عواقبه وأضراره على المرجف والمجتمع. فالارجاف لغة: هو مصدر أَرْجَفَ، و"إِرْجَافُ الوَلَدِ": إِحْدَاثُ الخَوْفِ وَالرُّعْبِ فِى النفوس."أَرْجَفَ القَوْمُ": خَاضُوا فى الأَخْبَارِ السَّيِّئَةِ وذِكْرِ الفِتَنِ، "أَرْجَفُوا فى المَدينَةِ بالإِشاعاتِ": أَخْبَرُوا بِها؛ لِيُوقِعُوا فى النَّاسِ الاضْطِرَابَ والبَلْبَلَةَ، "أَرْجَفُوا بالشَّيْءِ وبِهِ وَفيهِ.واصطلاحًا:يمكن أن يُعرَّف الإرجاف بأنه: نشر وبث الأخبار المغلوطة والمثبِّطة والمحبطة؛ بغرض إحداث الاضطراب، وزعزعة الثقة، والأمنِ والإيمان فى نفوس المؤمنين. وللأرجاف أشكال عدة نذكر أهمها: (الأخبار الكاذبة)التى لا أساس لها من الصحة، وكذلك (الأخبار المشكِّكة)، التى أصلها صحيح، وفروعها لا أساس لها من الصحة، و(الأخبار السيئة) التى أصلها وفرعها صحيح، الأخبار والعيوب التى يجب أن تستر، فيفشيها ويضخمها أعداء الدين ومشعلو نار الفتنة، ومنها أخبار الفتن والشر. ولا شك ان للارجاف مضارا على المجتمع والأمَّة منها الهزيمة النفسية والمعنوية والخوف الشديد يهزم الإنسانَ فالذى يحرِّك الإنسانَ نفسيتُه، وبالخوف تفقد نفسُه إرادتَها وبالتالى فقدان الثقة بالنفس وضعف الثقة بالله مما يزرع اليأس فى نفوس المسلمين فعندما يجد المسلمون سطوةَ المرجفين، وأبواقهم، وكثرة الفساد والباطل، وانتشاره كانتشار النار فى الهشيم — يَنبُت.اليأسُ فى قلوبهم، ويكثر القنوط فى ديارهم، وتخور عزائمهم عن السير فى طريق الإصلاح، ويموت الأمل ولهذا يجب على المسلم التثبُّت من الخبر وتمحيصه قبل نقله وإشاعته بين المسلمين، وهو منهج قرآني، فما أجملَ أن يكون الحل قرآنيًّا؛ ليكون من الدواء الناجع، قال — تعالى —: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6]. 2 — عدم التشبُّه بالمرجفين والمخذلين والمثبطين من أعداء الإسلام. كما يجب إدراك خطورة الكلمة؛ لأن الكلمة ربما تُودى بصاحبها إلى النار، وربما تودى بصاحبها إلى الجنة؛ مصداقًا لقول النبى — صلى الله عليه وسلم —: ((إن العبد لَيتكلَّمُ بالكلمة من سخط الله، لا يلقى لها بالاً، يهوى بها فى النار سبعين خريفًا))، ومن خلال هذا المقال اوجه دعوة لكل مؤسسات المجتمع بضرورة العمل على تشخيص هذه الظاهرة والعمل على ايجاد الحلول والعلاج لها بهدف استئصالها والتحذير منها، والتكاتف للقضاء على أسبابها وبواعثها، حتى لا تقضى على أمن واستقرار المجتمع واود ان اقول لكل شخص عليه دائما ان يتثبت من كل خبر يسمعه قبل ان يطلقه فما أكثر الاشاعات التى تطلق فى أوساطنا ونسمعها هذه الأيام، سواء كانت مقصودة او غير مقصودة، فلا يكاد يشرق شمس يوم جديد إلا وتسمع بإشاعة من هنا أو من هناك ولكن ليكن منهج كل واحد منا عند سماعه لأى خبر قول الله عز وجل:(( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)) وفى النهاية أتقدم بالشكر للكاتب كمال فتحى حيث استوقفتنى مقالة سابقة له استفدت منها كثيرا