24 سبتمبر 2025

تسجيل

وطن من كلام

05 يونيو 2012

سيكون علينا إذن أن نعدّ الحصا/ في حساب الطفولة والذكرياتِ / يكون لنا أن نعود إلى حكمة صالحة / لتخطّي الفضاء المجاز/ الفضاء الذي لا يحور إذا ناوشته الأغاني بحبّات أدمعها / لا يغيم إذا ناشدته الخطى / واستقالت بلا رحلة يانعة. ** وإذاً كي ننام طويلاً / فلابدّ أن نتغاضى عن البرد ِ/ حين يحثّ الأصابع كي تتلاشى / عن الأصدقاء إذا لوّحوا دون وعد لقاء / إذا لوّحوا في مساء ثقيل / وإذا حال ما بيننا سفرٌ يستطيل / وإذاً سوف نغدق في همسنا صاعداً / في دروب الشتاءِ الذي يتأخر ُ / آه ٍ ونرمي على أوّل القلب بيتاً من الشعر ِ تسكنه السيّدة / ولا بدّ أن ننتمي.... ونطير إلى حلم ٍ من لغة / ويكون لنا أن نعود إلى شكلنا / ونسمّي تفاصيلنا. ** سيكون لنا بيدرٌ / وبيوتٌ من الطين تسعى إلى زرقةٍ ممكنة / ونهار يغنّي لنا فيه أيّوبنا عن سخام ٍ أليف / نغمّس حزن البلاد بأشواقنا / لتمرّ الصبابات في شارع الموت حتى النهايةِ / في المنعطف وتكون لنا جرّةٌ من ضلوع الندامى / تحبّرنا باحتمال العنب / ويكون على الجمر أن يتثاءب دون حطب. ** وعلى النهر أن يستميح الجفاف / وعلى النمل أن يدخلوا في مساكنهم / وعلى اللاحقين أن يقرؤوا سورة الفاتحة / وعلينا إذاً أن نعدّ لها الورد والعطر والرائحة / سيكون على الغيث أن يستشير الهواء على بسمةٍ لا تجيء بأن لا تجيء / على الصبر أن يتمطّى / على الحزن أن يستغيث بنصٍّ يجوس المساء َ الذي لاينام. ** أنجزتنا البلاغة يا صاحبي / ولدينا هنا وطنٌ من كلام / بتضاريسه، وحدود مجازاته / والشواطئ، والمدن الصاخبة / ولدينا هنا أرخبيل ٌ من الشعر واللغة الغامضة/ جزرٌ من شروحٍ تفلّي الرثاء َ / قرىً تزرع النحو في آخر الصيف / كي تبكّر في بيع أخطائنا / ويكون علينا غداً / أن نحرّر وشماً على يدها / الفتاة التي حملتنا إلى أوّل الفكرة القاتلة. ** سيكون على همزة الوصل ِ / محو الخلاف الذي يتصاعد ُ / بين النداءات والخيبة المزمنة / ويكون علينا إذاً أن نخبّئ أطفالنا / سيكون الحداء ضئيلاً / ويكون النهار بلا سَمْتِه ِ/ والدخانُ الدخانُ صبيّا ً لجوجا ً / لابثاً في الحياة القصيرة والوردة الذابلة / فاضحاً سيرة البرق والرعد والزلزلة. ** سيكون على البنت ألاّ تلوّح قبل اكتمال السفر/ وعلى قلبه أن يخبّئ ضحكاتها لتعود إليه/ على الموت أن يستريح َ / على البحر ألاّ يثور َ / على الخوف ِ أن يتحرّى ابتكاراته / وعلى الشاعر المختبي أن يحثّ الحروف إلى حبره / وعلى النصّ...أن " يتوارى من القوم من سوء ما "قرأته الرياح ُ وهزّت ظلالاً تخبّئ في ثوبها الأجوبة.