14 سبتمبر 2025
تسجيلمقال اليوم لن يحمل اسم شخص دون آخر كما جرت عليه العادة، وذلك لأنه يتحدث وسيتحدث عن شخصية وأخرى تخالفها تماماً، متى توافرت شروط أي منهما فينا نُسبت إلينا تلك الشخصية فكنا من بعدها نحن وما نحن عليه، فإن كانت الأولى هي من تحصد الأحقاد، فلاشك أن الثانية هي من لن تفعل وهي تماماً تلك التي تعرفت على نموذج منها مؤخراً، تسعى وبكل جد لإنهاء ما عليها إنهائه، لذا وبالنسبة لها فإن العمل هو كل شيء، والقيام به كاملاً صحيحاً هو الواجب الذي يستحق موت الآخرين من أجله، وبحكم أنه كذلك فإن ثمن وقوعه أي (الواجب) لا يمثل لها تلك الشخصية أي شيء وإن كان على حساب راحة وسعادة غيرها من الناس.، فكل ما يهم هو إنجاز المطلوب دون مراعاة الظروف وما قد تفرزه بين الحين والآخر من مستجدات يمكن بأن ولأن تعطل سير العمل وتمنع من متابعته لإنهائه في الوقت المحدد والمطلوب، حتى بدا الأمر وكأن الحياة هي مسار عمل وحسب. حقيقة فإننا لن نخرج عن حدود حقيقة أن كل شيء في حياتنا عمل نقوم به لأجر سنحصده، فعطاؤنا وأخذنا وبقاؤنا على قيد الحياة وفيها كله (عمل)، ولكنه ليس ما يستحق سحق من لم يتمه كاملاً صحيحاً كما كانت خطة سيره، ولا يعني ذلك فتح باب التقاعس والتخاذل للآخرين، إنما سلك مسلك الرحمة في التعامل. إن ديننا الإسلامي الحنيف وما ينص عليه يأمرنا بحُسن التعامل فـ "الدين المعاملة"، ولم يكن الدين يوماً "عملاً دونها المعاملة الطيبة" التي ستجنبنا حقد من حولنا ممن حولنا. لابد وأن ندرك بأن الصرامة شيء، والخبث باستغلال حقيقة ضرورة إنهاء العمل صحيحاً كاملاً على حساب من يقوم به هو شيء آخر. (نعم) فرحة إنجاز ما يتوجب علينا إنجازه عظيمة، ولحظة الوصول إلى القمة رائعة جداً، والتباهي بالسُلطة ممتعة أحياناً، ولكن بلوغ ذلك بالضغط على من ينجز العمل هو الظلم بعينه، الظلم الذي يُولد في النفوس قهراً، يجعلها تعمل ولكن على مضض، وتؤدي ما تمقت، لتضمر عكس ما تُظهر، وهو ما يضمن ويتضمن (الحقد) الذي وإن بدا صغيراً إلا أنه سرعان ما سيكبر، خاصة وإن وجد له سبباً يُُغذيه جيداً، كاستمرار الضغط دون رحمة تأخذه لحقيقة أنه (الظلم) وهو ما ذكرناه سلفاً. ما أجمل أن ننجز ونعمل كفريق متكامل، نعمل وبحب ظاهراً وباطناً، كي نضمن تناغم العلاقات الطيبة، دون أن نُولد في نفوس البعض منا سبباً يُحملها على الحقد، الذي سيجبرها تلك النفوس على تمني زاول النعم التي ننعم بها، والتخطيط سراً لنجاح ذلك، وضمان وقوعه دون أن نشعر به بتاتاً، حتى ومتى حان الوقت كانت المصيبة التي ستعوضها تعب كل الأيام الماضية، وهو التعب الذي سيقع علينا نحن؛ ليثير سعادتها. إن أي عقل سوي وأي قلب خالٍ من النقص لن يقبل بذلك؛ ولأنه كذلك فإنه لن يسعى إلى توفير أي سبب يمكن لأن يُولد الأحقاد التي لن تلاحقنا ونحن على الأرض فحسب بل أنها ستمتد إلينا ونحن تحت الأرض. تخيل إن أخذ الله أمانته ولازال على الأرض من يدعو عليك لا (لك) كيف سيكون الوضع حينها؟ وهل هي هذه الثمرة التي كنت تود حصادها؟ لاشك ليست تلك هي الثمرة التي ستود حصادها؛ ولأنه كذلك فإليك السبب الذي يتوجب عليك تجنبه لضمان سلامتك من حصد الأحقاد: لا تظلم، ولا تتباهى بظلمك للغير أمام الغير. ولاشك لازال للحديث بقية. [email protected]