10 سبتمبر 2025
تسجيلالأحلام جميلة.. الأحلام مريحة.. ولكنها ليست الوسيلة التي تصل بنا إلى طريق النجاح، الأحلام مركبة الأطفال الجميلة التي تجرها خيول الخيال، هي صالحة للأطفال فقط ولا تتسع للبالغين، عندما يكبر الإنسان يجب عليه أن يستقل مركبة أخرى تتسع لحجمه ومسؤولياته الجديدة، ولا أقول بأن على البالغين أن يتخلوا عن أحلامهم.. الحلم بحياة أفضل.. بوظيفة رائعة.. بزوج مخلص.. بأصدقاء أوفياء.. بعائلة محبة.. بأموال أوفر.. ببيت كبير، أياً كان الحلم ولكن عليهم ألا يعتمدوا على الحلم مثل ما يعتمد الأطفال على أحلامهم للمضي نحو المستقبل، يجب على الإنسان أن يعزز أحلامه بالعمل.. أن يقوم كل يوم ويعمل ويفعل. يجب على الانسان أن يحارب من أجل ما يريد فعله، إذا كان يريد أن يكون كاتباً فليكتب، إذا أراد أن يصبح شيفا عالميا، فليذهب إلى مدرسة الطبخ، لو أراد أن يسافر حول العالم فليجمع أمواله ويقطع تذكرة طيران إلى الوجهة التي يريدها، إذا أراد أن يؤسس شركته الخاصة فليترك وظيفته ويبدأ في تأسيس شركته. كل الأشخاص العظماء بدأوا بحلم ولكنهم لم يقفوا جانباً وينتظروا ماذا يمكن للحياة أن تفعله لهم، بل استغلوا كل فرصة رمتها الحياة في وجوههم سواء أكانت مرتبطة بحلمهم أم لا. تقول الكاتبة شوندا رايمز في خطابها الذي ألقته أمام خريجي جامعة دارتموث في عام 2014 إنها كانت تحلم بأن تصبح مثل الكاتبة الفائزة بجائزة نوبل توني موريسون عندما كانت صغيرة السن، هذا كان حلمها، ثم دخلت مدرسة تعليم صناعة الأفلام ووجدت نفسها تبدأ في كتابة وصناعة المسلسلات، فصنعت المسلسلات الشهيرةgreys anatomy وscandal و How to get away with murder . لم يكن حلم رايمز أن تكتب مسلسلات التلفاز ولم تقم بوضع رجل على رجل وتنتظر أن تصبح كاتبة مثل توني موريسون، ولكنها بطريقة ما وجدت نفسها تكتب المسلسلات ومن ثم لم تستطع التوقف عن ذلك. أحبت كتابة وصناعة المسلسلات، وبعدها بعدة سنوات قابلت رايمز الكاتبة توني موريسون وتقول بأن موريسون لم تستطع التوقف عن الحديث بإعجاب عن مسلسلها greys anatomy! الأحلام تطبطب على الإنسان ولكنها لا تكفي، الكثير حلموا بأحلام قد تكون مجنونة في الصغر حول ما يريدون أن يكونوا عليه عندما يكبرون، البعض تحققت أحلامه والبعض الآخر أخذه الطريق إلى منعطف آخر ناجح وإن كان مختلفا عن تصوره الأول. الأحلام رائعة ولكن ما هو أروع منها هو الوصول والإحساس بالنجاح والتمسك به وليس تخيله أو التفكير به كل ليلة قبل النوم، وسواء أكان هذا النجاح مخططاً له أو نجاحاً غير متوقع، فالأكيد أن الإنسان لن يصل إليه إلا بالعمل والجد والاجتهاد لا الحلم به وحسب.