12 ديسمبر 2025
تسجيليتمسك البعض منّا بكل ما تَعوَّد عليه ولا يتقبل فكرة التغيير، ويعتقدُ أن هذا الأمر الذي يحرص على عدم تغييره هو الأفضل وهو الأصلح وبأن حياته لن تكون على ما يرام في حالة التغيير في حين أن العكس صحيح، والتغيير هنا ينطبق على كل جوانب الحياة، فمثلاً تغيير سلوكيات وعادات يومية اعتدنا عليها، تغيير في نوعية الأكل، تغيير وجهاتنا الترفيهية والسياحية، تغيير أماكن إقامتنا أو الانتقال لبيت في حي جديد، تغيير الهوايات، تغيير الاهتمامات، تغيير مكان العمل أو الوظيفة وغيرها من الأمور، وعادة لا نسعى إلى التغيير ونعتقد أنه صعب طالما نشعر براحة في طريقة حياتنا وقادرين على التعايش وإن كانت لا تخلو من الصعوبات المزعجة، ظناً منّا بأن التغيير قد يسبب لنا قلقا أكبر أو يعرضنا لمشاكل نحنُ في غنى عنها، لذلك نتمسك بكل ما نعرفه وكل ما نتعامل معه وبقوة ونحاول أن لا نفرط فيه بل ونُعمي أعيننا عن رؤية الخيارات الأخرى المتاحة والتي قد تكون أفضل بملايين المرات! ويُعرف التغيير بأنه التحول من حالة إلى أخرى وإحداث أمر لم يكن موجودا سابقاً بغض النظر إن كان سلبيًا أم إيجابياً، ولو أن التغيير للإيجابي هو المطلوب دائماً، والتغيير سنّة الكون، وأمر فطري لأن الحياة قائمة على التغيير، كما أن التغير وسيلة للوصول إلى الكمال الذي يحلم به كل منا وخريطة طريق لتحقيق الأهداف، بالإضافة إلى أنه يُعبّر عن الطموح والتطلع للأفضل. والتغيير يجب أن ينبع من النفس كما أتى في قوله تعالى: (إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) سورة الرعد، فإذاً لابد أن يكون التغيير نابعاً من داخل الإنسان وبقناعة خالصة ورغبة وإلا لن يكون التغيير مؤثراً، وأحياناً تُجبر ظروف معينة الشخص على التغيير فيجد نفسه في منتصف وضع معين أو مشكلة أو مرض أو موقف لم يمر عليه من قبل فيقلب حياته رأساً على عقِب فيتغير تلقائيًا ودون التخطيط لذلك فتجده أكثر هدوءاً أو العكس، تجده أكثر تخطياً وعقلانية رغم أن شخصيته السابقة كانت مختلفة، تجد اهتماماته تغيرت وهوايته ووظيفته أو اتجه للمشاريع الخاصة، بل حتى محيطه من الأصدقاء تغير مع تغيُّر اهتماماته، وقد يؤثر التقدم في العمر وزيادة الخبرات على الإنسان فتساهم في تغييره لأنه ينظر للأمور بطريقة أشمل وأعمق. وللتغير فوائد كثيرة وأهمها تعلُّم أمور جديدة في الحياة، كما أنه يساعد على تجدد النفسية والتركيز، يتعرف الإنسان على قدرات جديدة في نفسه، وفرصة لتقييم الحياة وتفاصيلها، يساهم التغيير في تقوية الإنسان من الناحية العاطفية ويزيد من مرونته. ولا يكون التغيير عشوائيًا بل عليك أن تقيم نفسك وسلوكياتك وطريقتك في الحياة لتقرر وتحدد ما أنت بحاجة إلى تغييره، ومن ثم تضع خطة للتغير فأنت لن تصحو اليوم التالي وتجد نفسك قد تغيرت بل يجب عليك أن تعمل جاهداً على هذا التغيير فمثلاً تُعَوِّد نفسك على نشاط معين لم تكن تقوم به، أو تخضع لدراسة أو دورة تدريبية تساعدك على تغيير نمط تفكيرك وسلوكك، ويكون ذلك بوضع خطط قصيرة المدى وطويلة المدى وتراقب نفسك ومدى تَغيرها وتطورها فيك وممكن أن تستعين بأحد أفراد عائلتك أو أصدقائك المقربين ليراقبوا تغييرك ومدى النجاح الذي تحققه. تستفيد من ملاحظاتهم. * تأكد أن التغيير سيجدد من نشاطك وسيعيد شغفك وسعادتك فاحرص على تقييم حياتك وضع أهدافك واسعَ لتحقيقها لتتغير للأفضل والأنجح! * لا تستسلم لليأس، وحاول أكثر من مرة إن أخفقت في تغيير بعض السلوكيات ستعتاد عليها مع الإصرار والثقة بالله وبنفسك وستحقق التغيير الإيجابي لتسعد في حياتك!