23 سبتمبر 2025

تسجيل

خطابات الكراهية

05 مارس 2021

يثير صعود تيارات الجماعات اليمينية المتطرفة، وانتشار خطابات الكراهية التي تغذي مشاعر العداء والعنف ضد المسلمين، الكثير من القلق، خصوصا وأن مظاهر الكراهية والعداء تجاه الإسلام والمسلمين باتت تتجسد في صور نمطية سلبية تؤدي إلى التحيز والتمييز ضد المسلمين، مما يقود لإقصائهم من الحياة الاجتماعية والسياسية والمدنية، كما يترتب عليها في كثير من الأحيان اعتماد تدابير تشريعية وتنفيذية تسهم في مزيد من انتهاك حقوقهم. وفي بيان ألقاه المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف سعادة السفير علي خلفان المنصوري، في الحوار التفاعلي مع المقرر الخاص المعني بحرية الدين أو المعتقد بالدورة السادسة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان، أكد على مسؤولية المجتمع الدولي وجميع الحكومات، لاسيما في الدول التي تشهد تزايداً وصعوداً للجماعات اليمينية المتطرفة. لقد أخذت هذه الظاهرة الآخذة في التفاقم أبعادا وسياقات متعددة، وبدأ خطاب الكراهية يجتاح جميع أنحاء العالم، كالنار في الهشيم، بما في ذلك تصاعد كراهية الإسلام، وتسللت مفرداته إلى وسائط الإعلام والمنصات الإلكترونية وحتى السياسات والتشريعات في بعض الدول، حيث يتعرض من خلالها المسلمون في عدد من بقاع العالم إلى ممارسات تنتهك حقوقهم وحرياتهم في إطار ما يسمى بالإسلاموفوبيا. إن الحاجة للتصدي لخطاب الكراهية ضد الاسلام والمسلمين، باتت ملحة، وذلك من خلال اتخاذ إجراءات فاعلة لمنع التمييز المباشر وغير المباشر ضد المسلمين، وإلغاء كافة القيود المفروضة على الأفراد في إظهار دينهم، ومكافحة التنميط السلبي والتمييزي الممارس من أجهزة إنفاذ القانون، وإنشاء وتعزيز آليات الرقابة والإبلاغ عن الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها. ان الاستمرار في السماح بمثل هذه الممارسات ونشر بذور التعصب، أمر لا يمكن تبريره وهو إهانة لحقوق الإنسان، باعتبارها ممارسات تتنافي مع مبادئ ومواثيق حقوق الإنسان، لاسيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري.