29 أكتوبر 2025
تسجيلشرّف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، صباح الأربعاء الماضي، حفل جائزة التميّز العلمي في دورته العاشرة، ووصل عدد الفائزين من جميع الفئات بعد اعتماد النتائج من مجلس أمناء الجائزة 46 فائزاً، وتأتي هذه الجائزة لتكريم المتميزين علمياً من أبناء الوطن، وتشكل رسالة مهمة من قبل القيادة الرشيدة، وتنبئ عن اهتمامها بثقافة الإبداع والتميّز في المجتمع المحلي، وحث المبدعين على العمل والمثابرة وبذل المزيد من الجهود في سبيل التفوق ورفع التحصيل العلمي، وإيجاد شراكة حقيقية بين الأفراد والمؤسسات وتنسيق الجهود الفردية والمؤسسية للوصول إلى مخرجات تعليمية تلبي أفضل المعايير العالمية. كثيرون تحدثوا عن الجائزة، ولم أرد الحديث أكثر تجنباً للتكرار، لكن الأمر الذي استدعاني للكتابة هو الأفرع الخاصة بجائزة التميّز، وهي: جائزة التميّز العلمي لطلبة المرحلة الابتدائية، وطلبة المرحلة الإعدادية، وطلبة الشهادة الثانوية، وجائزة خريجي الجامعات، وحملة شهادة الدكتوراه، وجائزة المعلم المتميّز، وجائزة المدرسة المتميزة، وأخيراً جائزة البحث العلمي، وجميع هذه الفئات تستحق التقدير والاهتمام وتخصيص جائزة خاصة بها؛ إلا أن كثيراً من الإخوة والأخوات ممن تحدثت معهم من مختلف المراحل التعليمية في المدارس الحكومية أكّدوا غياب جائزة مهمّة وأساسية، ورأوا أنه يجب أن تكون هي الجائزة التاسعة وأن تكون حاضرة ليكتمل تمثيل جميع الشرائح المنتمية للعملية التعليمية، من إداريين ومعلمين وطلبة، والمقصود هنا هو "جائزة التميّز العلمي للاختصاصي الاجتماعي"، لما للاختصاصيين الاجتماعيين من دور كبير ومهم ومحوري في العملية التعليمية. إن عمل الاختصاصيين الاجتماعيين يتجاوز ما نتصوره من إشراف وعلاج لحالات معينة، فهم يتابعون الحالات غير السوية لدى الطلاب أو المقصرة أو التي تغيّر مسارها وتدنّى مستوى تحصيلها، ويكون ذلك بتواصل دائم مع المعلمين، وهم حلقة الوصل بين الطالب والمعلم، وكذلك بين المدرسة وأسرة الطالب، وقد سمعت عن الكثير من الحالات التي كان يرثى لها وبتوفيق الله أولاً ثم إخلاص وصدق الاختصاصي الاجتماعي وحبه لعمله وقربه من جميع من هم حوله، عادت إلى المستوى الطبيعي لها، سواء في السلوك أو في مستوى التحصيل الدراسي، وهم متخصصون في دراسة الحالات النفسية التي يمر بها الطلاب ومعالجتها قدر الإمكان، ويعملون على حل المشاكل بما يخدم المسار العلمي للطالب، ولو اطلعنا على عيّنة من الحالات التي يتابعونها لوقفنا نصفّق كثيراً لجهودهم، فكيف وهم يعملون على حل الإشكاليات التي يواجهونها على مدار العام الدراسي، ولتأخذوا فكرة أكبر عن دورهم وعملهم، وما يدفعنا إلى التشجيع على تخصيص جائزة لهم، يكفي أن تلقوا نظرة على الوصف الوظيفي لهم والمهام الموكلة إليهم، حينها ستعلمون حجم العبء الملقى على عواتقهم، لذا فإنه من المجحف ألا تخصص لهم جائزة سنوية أسوة بباقي التخصصات، فمن شأن تخصيص جائزة سنوية للاختصاصيين الاجتماعيين إيصال رسالة إليهم بأن جهودهم مقدرة، مما يحفزهم ويشجعهم على بذل المزيد من الجهود وتقديم العون للطلاب بما يخدم العملية التعليمية ككل. [email protected]