10 نوفمبر 2025

تسجيل

تحديات القضية الفلسطينية

05 مارس 2015

تمر القضية الفلسطينية بمنعطفات خطيرة على المستويين الداخلي والخارجي، ليس أقلها هذا التواطؤ الدولي مع العدو الصهيوني لمنع أي قرار بشأن إقامة الدولة الفلسطينية، بدعم واضح من الأمريكيين والأوروبيين على وجه الخصوص.تعاني القضية الفلسطينية منذ نكبة 48 تربصا دوليا واضحا لمحاولة اجتثاث الشعب الفلسطيني الذي أثبت خلال عقود صموده الأسطوري في وجه آلة الحرب الصهيونية، وقدرته على مواكبة المتغيرات الدولية والإقليمية وحتى العربية التي تربص بعضها به حينا من الدهر.إن إسرائيل تخوض حربا لا هوادة فيها على الفلسطينيين سياسيا واقتصاديا، فمع محاصرتهم بحلفائها الدوليين والإقليميين، تخنق الفلسطينيين اقتصاديا بحجز أموال الضرائب حتى تتوقف الحياة بشكل تام، ثم تتحرك لتفرج لهم عما تريد هي، ليحيا الفلسطينيون كما تريد لا كما يريدون.حروب إسرائيل المتعاقبة على الفلسطينيين لا تتوقف، وأشدها تأثيرا على المدى البعيد هي حروب السلام والتي تعدها حربا شاملة، فمع الحرب الأخيرة على قطاع غزة تفرض حصارا خانقا على الفلسطينيين حتى اللحظة، كما يحاصرها أشقاؤها في مصر من الغرب؛ لتتضاعف بذلك جراحها التي لم تلتئم بعد، ويأتي أخيرا المنطق الغريب الذي تعاملت به سلطات الانقلاب في مصر باعتبار المقاومة الفلسطينية في غزة منظمة إرهابية؛ ما يعد عملا صهيونيا بالدرجة الأولى مهما تذرعت به من دعاوى لم تعد تنطلي على أحد.الأشد والأخطر على مسار القضية الفلسطينية هو الخلاف الداخلي الذي ارتفعت حدته مع خطاب عباس وتبادل الاتهامات، واتهام "حماس" بعدم الجدية في تنفيذ اتفاق المصالحة، ثم رد حماس عليه؛ وهو ما يخدم بالدرجة الأولى إسرائيل التي تجني ثمارا كثيرة كل يوم خدمة لمشاريعها الاستيطانية سواء من نمو الحركات المتشددة أو الخلافات العربية العربية أو حتى الخلافات الأمريكية الروسية.إن استمرار الخلافات الداخلية الفلسطينية سيؤثر سلبا على القضية الفلسطينية ومشروع إقامة الدولة المستقلة، وما لم تتوحد الجبهة الداخلية، ويدافع الرئيس عباس عن كل مكونات الشعب الفلسطيني ويشجع المقاومة باعتبارها الذراع الرادعة لإسرائيل، ويرفض تصنيف مصر للمقاومة وإدانة الإعلام المصري ومنافقيه؛ فلن تجني القضية الفلسطينية إلا مزيدا من التراجع والانتكاس. الدول العربية أيضا مطالبة بالتحرك سريعا لتوحيد الجبهة الفلسطينية الداخلية وإصدار إعلان موحد يدعم المقاومة باعتبارها ذراع الأمة المدافع عن كرامتها في مواجهة عدو متربص ومجتمع دولي متواطئ على مصالحنا وقضايانا المصيرية.