11 سبتمبر 2025

تسجيل

أسرار الزواج (1)

05 مارس 2015

كلنا نعرف كيف جعل الله تعالى من الزواج سكناً ومودة وحياة تجمع بين إثنين ليكمل كل منهما الآخر، وليعين كل منهما الآخر على إكمال مشوار الحياة، وعلى تخطي العثرات التي لا تخلو منها دروب الحياة. فحين يتم الزواج ويجتمع الطرفان تتوحد الأهداف والآمال بينهما وتصبح للحياة ألواناً جديدة، وللأيام معاني مختلفة، وتتشكل المشاعر بصورة واحدة لترسم للطرفين مصيراً واحداً وتجعل منهما كياناً واحداً لا تجزئه العواصف.حين أكرمنا الله تعالى بنعمة الزواج جعل له كبقية المعاملات والعلاقات في الإسلام قوانين وضوابط تحكمه وتربط أطرافه بروابط وتعاليم تنظم لهم العلاقة وتحفظ الحقوق وتحمي تلك الرابطة من الفشل والانهيار وذلك لتكون الديمومة ولتتحقق المقاصد من هذا الزواج، وتدوم العشرة والمودة، ومن أهم تلك الشروط هو حفظ الأسرار والخصوصية بين الزوجين، حيث نهى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه نهياً شديداً عن الإفصاح بأسرار الزوجين لأحد آخر سواء كان من الأقارب أم غيرهم، ومنها قول الله تعالى عن النساء الصالحات (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله). وحديث رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ( إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها).لاشك أن ديننا الحنيف حين يؤكد أمرا ما، فإنه لابد أن يكون في غاية الأهمية، ويكون له أخطر الأثر في حياتنا، وهذا هو السبب في النهي عن إفشاء الأسرار بين المتزوجين لما في ذلك من سبب رئيسي لتعريض الحياة العائلية للانهيار، حيث يكون إفشاء الأسرار الزوجية أحياناً حاجة ملحة للفضفضة كما يقال أو طلباً لنصيحة أو للارتياح، بينما يمثل ذلك عاملا للهدم فيما بعد، حيث ان العشرة الزوجية والمودة بين الطرفين تجعل من مشاكلهما كما يقال سحابة صيف تزول، ولكن حين يتدخل بها طرف خارجي بالذات إن لم يكن من أهل الاختصاص فان ذلك لا شك سيزيد المشكلة ويسبب القلق والتوتر في العلاقة كما يقول علماء النفس، بأن المشكلة إذا لم تكن فادحة جداً فإنها ما دامت محصورة بين الزوجين فسوف تكون سهلة وقابلة للحل وللنسيان على العكس من نشرها.إن من أعظم مقاصد الزواج هو الحصول على السعادة والطمأنينة وتعميق الثقة بين الزوجين وهذا لايتحقق إلا بحفظ الأسرار بين الطرفين والمحافظة التامة عليها من أن تكون مادة للعرض والثرثرة بين الآخرين.