16 سبتمبر 2025
تسجيلالأمرُ أكبرُ من مجردِ توجيهِ انتقاداتٍ لإدارةِ الخورِ، أو تحليلات فنية لفريقِ الفرسان في محاولةٍ للوصول إلى مُقارَبَاتٍ اعتدناها في تعامَلِـنا مع الإخفاقات، وإنَّـما يتصلُ بقُصورٍ في النَّظْـرَةِ إلى مشاركةِ أنديتِـنا في البطولاتِ الخارجيةِ.عندما يُـحَـقِّـقُ نادٍ نتائجَ مُتقدمةً في بطولةٍ محليةٍ، ويتمُّ اختيارُهُ بموجبِـها ليشاركَ في بطولةٍ خارجيةٍ فإنَّ الواجب على إدارتِـهِ التعامُلُ مع ذلك كواجبٍ وطنيٍّ. فالنادي لا يمثِّـلُ نفسَـهُ ولا يلعبُ باسمِـهِ، لكنه يُـمَـثِّـلُ الدولةَ ويلعبُ باسمِ الكرةِ القطريةِ. فعليها، منذ الإعلانِ عن الاختيارِ، أنْ تبدأ في إعدادِ الفريقِ، ووَضْـعِ الخططِ لتَـخَـطِّـي أيَّـةِ ظروفٍ ومُعَـوِّقاتٍ مُحْـتَـمَـلَـةٍ. لا أنْ تكونَ الـمُشاركةُ لِـمُـجَـرَّدِ الـمُشاركةِ، وعند حدوثِ كارثةٍ بالـمقاييس الكروية تبدأ الإدارةُ بتبريرِ الأمرِ وكأنَّه لم يُسَـبِّـبْ جُرحاً إعلامياً غائراً في جسدِنا الكروي.والـمسؤوليةُ هنا تَـتَـخَـطَّى الأنديةَ لتصلَ إلى الدورِ الضعيفِ لاتحادِ القدمِ الـمُطالَـبِ بأن يلعبَ دورَهُ كجهةٍ وطنيةٍ عُليا مسؤولةٍ عن الكرةِ القطريةِ، فعند اختيارِ نادٍ لـمُشاركةٍ خارجيةٍ، فإنَّ من واجبِ الاتحادِ أن يُشرِفَ على عمليةِ إعدادِ الفريقِ، ويتابعَ تَـقَـدُّمَـهُ أو تراجُـعُـهُ فنياً، ويُوَجِّـهَ النُّصْـحَ لإدارتِـهِ، ويُنَـبِّهَـهَا إلى أنّ استمرارَ تراجعِ الـمستوى الفنيِّ سيكون عاملاً في بَحْـثِ إمكانيةِ الاعتذارِ عن الـمُشاركةِ الخارجيةِ أو اختيارِ نادٍ آخرَ يُمثِّلُ الكرةَ القطريةَ فيها.ولابدَّ من التأكيدِ هنا على أننا لا ندعو لـمُمارسةِ اتحادِ القدمِ نوعاً من الديكتاتوريةِ على الأنديةِ، وإنما لنوعٍ من الإشرافِ والـمُتابعةِ في مثلِ هذه الحالةِ، وِفقَ ضوابطَ مُحَـدَّدَةٍ في لوائحِـهِ تتمُّ مناقشتُها مع إداراتِ الأنديةِ ثمَّ إقرارُها.إعدادُ الدولة، مجتمعاً وهيئاتٍ رسميةً ورياضيةً واقتصاديةً وسواها، لـمونديالِ 2022 م، عمليةٌ تحتاجُ لتنظيمٍ عالٍ يقومُ على روح القوانين واللوائحِ بحيث تتحققُ الآمالُ الـمَـرجوةُ. ولابد لـمُشاركاتِنا الخارجيةِ من تأديةِ رسالةٍ تعكسُ تَـقَـدُّمَـنا الكروي، لا أنْ تكونَ هزيلةً تؤثِّـرُ سلباً على جهودِنا، وهي قضيةٌ بحاجةٍ لنقاشٍ مُستفيضٍ يشاركُ الجميعُ فيه.