21 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر والكويت عنوان للأخوة الصادقة

05 فبراير 2019

ثمة خصوصية تتميز بها العلاقات القطرية الكويتية جعلت المراقبين ينظرون اليها باهتمام بالغ، وهي خصوصية نابعة من حرص قيادتي البلدين على تعزيزها والحفاظ على صورتها النموذجية سواء داخل البيت الخليجي او الاسرة العربية، ولذلك لم يكن من قبيل الصدفة ان تشهد تلك العلاقات تطورا واسعا يعكس طموحات الشعبين الشقيقين، ونحسب ان ما يعزز تلك العلاقات تقارب رؤى البلدين الشقيقين الى حد التطابق حول كثير من الملفات والقضايا الاقليمية والدولية. ولعل الموقف الأخوي المشرف الذي التزمت به الكويت تجاه قطر منذ تفجر الأزمة الخليجية وما ترتب عليها من حصار ظالم لدولة قطر يعكس جانبا مهما من تلك العلاقات، التي تسعى قيادتا البلدين إلى ترسيخها بما يتفق وآمال وطموحات الشعبين. ولا شك أن الدور الكويتي الحكيم في الأزمة والذي تجسد في إطلاق وساطتها لاحتوائها لإنقاذ مسيرة مجلس التعاون إنما يعكس أيضا حرص القيادة الكويتية على الحفاظ على البيت الخليجي، باعتباره المعبر نحو تحقيق طموحات شعوبه. ولذلك تحظى الدبلوماسية الكويتية المتزنة الحكيمة المنفتحة على السعي لتجاوز أزمات المنطقة وإطفاء حرائقها بتقدير دولي واقليمي. وضمن تعزيز ودعم تلك العلاقات جاءت أمس زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للكويت والتباحث مع اخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة حول العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، كما جرى تبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا والمستجدات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية. وشائج العلاقات بين الدوحة والكويت تتعاظم وتقوى وتشهد زخما كبيرا كونها أصيلة ومتجذرة، وهي لا ترتبط بمفهوم العلاقات الدبلوماسية فقط بل تتعداها إلى ما هو أبعد، حيث الاخوة والنسيج الاجتماعي الواحد والمصير المشترك. ونحسب انه يصب في هذا الاتجاه ويعززه تلك اللفتة الوطنية الذكية من صاحب السمو عندما اهدى اخاه امير الكويت قميص كابتن منتخب قطر الوطني لكرة القدم المتوج بكأس آسيا 2019 بتوقيع سموه وتوقيعات لاعبي المنتخب؛ ليجد المراقب نفسه امام لحظة مضيئة مفعمة بالدلالات والمعاني الاخوية النبيلة، التي طالما حرصت الدوحة على ان تتوج بها علاقاتها مع الاشقاء والاصدقاء.