21 سبتمبر 2025

تسجيل

الحوار الإستراتيجي صفعة لدول الحصار

05 فبراير 2018

جاءت نتائج الحوار الإستراتيجي القطري الأمريكي لتشكل صفعة موجعة لدول الحصار ودحضا لاتهاماتها التي سعت لإلصاقها بالدوحة خلال ترويجهم السيئ لتبرير الحصار المفروض على قطر، وخاصة مزاعمها بدعم قطر للإرهاب، حيث تأكد للجانب الأمريكي من جديد أن تلك الاتهامات باطلة وبلا أدلة ومحض افتراءات ونتاج أحقاد ومكائد سياسية تفضح أصحابها، بل إن واشنطن أصبحت تقدر جهود قطر كشريك أساسي في الحرب على الإرهاب. ولذلك لم يكن مستغربا أن تنشر مجلة أتلانتك الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن الحوار القطري الأمريكي، مشيرة إلى أن انطلاقه لم يكن يوما جيدا للدول التي فرضت حصارا على دولة قطر في الصيف الماضي. وأضافت المجلة أن دول الحصار وعلى رأسها السعودية والإمارات أمضت ما يقرب من الأشهر الثمانية الماضية في محاولة لإقناع العالم بدعم قطر المزعوم للجماعات الإرهابية وتدخلها في شؤونها الداخلية. ولكنهم بدلا من ذلك وجدوا كبار المسؤولين القطريين في حوار إستراتيجي في وزارة الخارجية الأمريكية مع نظرائهم الوزراء الأمريكيين. لقد كشف الحوار أيضا زيادة التوافق والتلاقي في الرؤى الإستراتيجية بين الدوحة وواشنطن، فضلا عن تأكيده على حاجة الدولتين للبقاء كحليفين وصديقين مقربين سواء على صعيد التعاون الثنائي أو متعدد الأطراف. من شأن ذلك الحوار ونتائجه أن يعزز الشراكة بين الدولتين ويقويها في مواجهة التحديات في مجال الأمن الإقليمي والدفاع ومكافحة الإرهاب والطاقة والتجارة والتعاون الاقتصادي. ولأن الولايات المتحدة دولة مؤسسات تحترم اتفاقياتها، فإن الشراكة مع قطر سوف تثمر الكثير بما يعود بالخير على مصلحة الشعبين. ولذلك فإن قطر ماضية في تعزيز شراكاتها وعلاقاتها الثنائية معها. ونحسب أنه بضوء ذلك كله فإن دول الحصار مطالبة بإعادة النظر في أساليب إدارتها للأزمة الخليجية التي يدفع ثمنها المواطن الخليجي في المقام الأول، فكما تؤكد القيادة القطرية بحكمتها وحنكتها السياسية أنه ووفقا لتداعيات الأزمة لا يوجد رابح وخاسر بل الجميع خاسرون.