10 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لن نبالغ إن قررنا أن الاتحاد الإفريقي احتل موقعه كثاني تجمعٍ متعدد الأطراف بعد الأمم المتحدة، وبينما ترتعد أوصال اتحاد القارة العجوز وهي تعاين البتر الوشيك جراء خيار البريطانيين المغادرة، وفي ظل مؤشرات بزوغ يمين أوروبي يتمترس خلف وطنية ترى في الاتحاد انتقاضاً، وفي غضون ما تعانيه العلاقات عبر الأطلسي بين القوة العظمى وحليفها الأوروبي التاريخي من ضعضعة جراء مواقف ترامب؛ يفتح الاتحاد الإفريقي ذراعيه مرحباً بالعود الأحمد للمغرب خلال قمته الأخيرة بإجماعٍ لم يداخله أدنى تحفظٍ. يحدث ذلك رغم المهمة الأعوص على أجندتهم ممثلةٌ في اختيار رئيس للمفوضية يخلف السيدة زوما في ظل منافسةٍ حاميةٍ بين العديد من المرشحين من شتى أرجاء القارة، لاسيَّما وأن اختيار رئيس المفوضية لم يعد محض نشاط علاقاتٍ عامةٍ بعد أن اكتسب المقعد أهميته والاتحاد يثبت للعالم أنه يمسك بخيوط القضايا الإفريقية، في ظل أداءٍ تصاعدي منذ أن تسنم الغابوني د. جان بينغ للمنصب عام 2008 .. ثم حلت سلفه دلاميني زوما خلال فترة عصيبة تكاثفت خلالها الأزمات لكن الاتحاد تحت قيادتها أثبت أنه عصيٌّ عل مساعي الغرب لتطويعه.. لقد خرج من عباءة الوصاية أو اللامبالاة وترك قضايا القارة للآخر كمثل فعل تجمعاتٍ إقليميةٍ أخرى. أما الدليل الأبلغ فهو مواقفه تجاه الجنائية الدولية يوم أن رامت بيضته، وهي تدعي في غطرسةٍ أن القارة هي الكتلة الأعظم في عضويتها، وتسعى لإحالتها حقل تجاربٍ لعملياتها القذرة.. ولا يبدو الأمر بحاجةٍ لاجتهادٍ لنكتشف أن المحكمة تتهدى كالذي يغشاه الشيطان من المس جراء ضربات القارة السمراء الموجعة، وتغالب السكرات. ولا يعني الأمر أن الاتحاد الإفريقي استحال كياناً انعزالياً، بل أنه يتعامل مع المنظومة العالمية ولكن بالثقة والندية اللازمة، بحيث لا تكبله الأنا الهتافية الفارغة، ولا يفلت التزامه بكرامة أعضائه أو صرامة مواقفه فيناثرها زلفى للقوى الدولية. ويكفي فقط للدلالة على تفاعله الرشيد أن تقبل إشراك الآخرين في كثيرٍ من قضايا القارة على أن يفهموا جيداً أنهم آخرون، أما عند وضع الحلول فهي تتنزل إفريقية الهوى. وفيما يلي رئاسة المفوضية، فقد مارس الديمقراطية الحكيمة الراشدة دون إملاءاتٍ، حيث نال وزير الخارجية التشادي موسى فكي محمد المنصب عبر الآلية المتبعة في الاتحاد. ولمن لا يعرف القارة فإن تقديم وزير الخارجية التشادي لم يحدث بمعزلٍ عن تطور الدور التشادي داخل القارة، وما بلغه عبر حنكة القائمين على الأمر في تشاد، وذلك عبر التفهم العميق لمشكلات القارة، وحيوية العلاقات الخارجية تحت قيادة وزير خارجيتها السيد موسى فكي.. ونشير هنا للدور المتقدم الذي لعبه كلٌ من السودان وتشاد في احتواء عدم الاستقرار الذي تسببت فيه بعض الحركات المتمردة على الحدود المشتركة بينهما لتعود الحدود كما كانت جسراً للتواصل الحميم بين المجموعات السكانية، واضعين في الاعتبار الموارد الهائلة في كلٍّ من دارفور وجوارها التشادي ما يعول عليه أيٌّ من البلدين في نهضتهما.. وإدراكاً لكل ذلك فقد شكلت الدولتان قوةً مشتركةً لضمان استقرار الحدود وتلك نقلةً نموذجيةً قابلةٍ للتطبيق بين سائر الدول الإفريقية المتجاورة. أما العود المغربي الميمون فهو محل ارتياحٍ عظيمٍ إن يكن على مستوى الداخل المغربي تكريساً لأواصره الحميدة مع سائر محيطه، وهو بذات المقدار إضافةٌ للاتحاد آخذين في الاعتبار الثقل العالمي للمغرب وما يتمتع به من استقرارٍ وبعد نظرٍ ورويَّةٍ ستسهم في مضي المنظمة قدماً لتمام الأهداف الإفريقية. E-mail: [email protected]