14 سبتمبر 2025
تسجيللقد أودع الله تعالى في المرأة هذا الكائن الضعيف الرقيق من القوة ما يكفي لأن يجعل منها طوداً شامخاً يقف في وجه الأعاصير مهما اشتدت، ودرعاً منيعاً يحمي بيتها وأطفالها مهما كان خصمها قوياً، ومركباً آمناً لاتغرقه الأمواج حتى وإن كانت عاتية، كل هذا وأكثر يكمن خلف ضعف المرأة وهدوئها ورقتها، فهي المخلوق الذي يجمع بين النقائض المحببة دون أن يستسلم.كم منا قد مر في حياته ذلك النموذج العظيم للمرأة التي كانت تعيش منعمة في بيتها وفي كنف زوجها لاتعرف كيف تخرج لتقضي حاجات بيتها فكل ما تريده تجده متوافراً دون أن تبذل جهداً لذلك، ودون أن تحتاج للعمل خارج بيتها، فزوجها هو درعها وأمانها وهو الراعي لأسرتها، فكل ماتحتاجه تجده بين يديها، وفي يوم من الأيام يشاء الله تعالى أن تفقد هذا الزوج لتجد نفسها مسؤولة عن بيت وأبناء وأمور عظيمة لم تكن لتعرف بثقلها حتى وقع هذا الأمر.وفي يوم وليلة تحولت تلك المرأة الأصيلة لامرأة بمسؤوليات أم وأب، وبقدرات امرأة ورجل في آن واحد، وبات ضعفها قوة تبثها في أسرتها لتبقيها صامدة في مهب الريح، تقف على أمورهم في النهار وتحارب من أجل أن تحميهم، وفي الليل تصلي وتدعو لهم بالتوفيق وبالرعاية، وحين يغلبها التعب تغرق وسادتها بالدموع من شدة الألم والإعياء والحمل الثقيل الذي تميد به الجبال، وحين تستيقظ في اليوم التالي تبدأ معركتها مع أعباء بيتها وأبنائها، وضد كل مايمكن أن يعترض طريق رحلتها معهم لبر الأمان، وهكذا .فتحية لأمي المرأة الصابرة التي ضحت من أجل أبنائها، وتحية لكل امرأة مثل أمي مات عنها زوجها فصبرت وربت أيتامها وحافظت عليهم من كل مكروه، تحية لكل امرأة أصيلة رسمت بإيمانها وصمودها أروع صور المرأة القوية التي لا تعرف الهزيمة.