17 سبتمبر 2025

تسجيل

زينة الحياة الدنيا

05 فبراير 2015

يظن الكثيرون أن الأطفال وإنجابهم متعة كبيرة تفوق الكثير من المتع وتسلية كبيرة حيث يملأ هذا المخلوق الصغير وإخوانه أرجاء المنزل، وتبدد أصواتهم وحشة الهدوء الفائق، وتختفي بوجودهم أوقات الفراغ، ويصبحون هم الشغل الشاغل لآبائهم، وهذا ما يجعل الأمر يبدو أشبه بالتسلية الدائمة.ولكن حقيقة الأمر هي غير هذا تماماً، فبالرغم من أنهم زينة الحياة الدنيا كما قال الله تعالى في كتابه العزيز (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) إلا أن مسؤولية إنجابهم وإحضارهم لهذه الدنيا وتربيتهم وتنشئتهم طوال مراحل حياتهم هو أمر في غاية الصعوبة ومعاناة لا يكاد يجهلها أي والد جرب معنى هذا التكليف العظيم، وحمل مسؤولية هذه الأمانة التي تتطلب من الوالدين كل صبر وتحمل وعدم استسلام عند كل محطة إحباط أو استسلام قد يتعرضون لها، ربما لأسباب تتعلق بمجهودهما أو حسن ظنهما بثمرة تربيتهما، أو ربما بسبب أن الآباء دوماً من شدة حب الأبناء قد لا يرون ولا يدركون أنهم معرضون للخطأ أو للانحراف عن المسار الصحيح والضياع عن طريق الاستقامة الذي قد يرسمه الوالدان بكل ما يملكونه من قوة وجهد ومعاناة.إن هذه الحقيقة التي تحدثنا عنها يدركها البعض ولكن قد يجهلها الكثيرون، لأن قرار إنجاب أفراد للمجتمع لابد أن يكون قراراً صادراً من زوجين يدركان حق الإدراك معنى حمل الأمانة، ومعنى التربية القويمة، ومعنى أن يربيا جيلاً ربانياً (ولكن كونوا ربانيين) جيلاً صالحاً يقاوم بجذوره الراسخة رياح الفساد وتيارات التضليل المحيطة بهم من كل مكان.لابد حين ينجب طفل لهذا العالم أن يعرف أبواه حق المعرفة كيف يكون هذا الطفل فرداً صالحاً في مجتمعه حين يكبر، وكيف يكون زوجاً صالحاً، أو زوجة صالحة، ووالداً صالحاً أو أما صالحة تهز المهد بيدها، وبيدها الأخرى تهز العالم بأجمعه.