11 سبتمبر 2025

تسجيل

تكلمت أيها الحيدر وقلت؟

05 فبراير 2013

تشبُّث القلم بأول فكرة تطل على رأسي قبل أن يقضم اليوم نهاره هو العمل الذي يجيده ويدرك كيفية القيام به وبكل حب، خاصة بعد أن يرحل عني الأمس تحمله ذكرياته ويحمل منها ما يستحق أن يرحل معه، فلا يظل معي سواه صفاء الذهن، الذي يجبرني على التأمل كثيراً، حتى أصل لمراحل بعيدة لا تُعيدني إلى واقعي إلا وأنا مُحملة بالكثير، وهو تماماً ما قد حدث معي هذا اليوم الذي أحببته وبشدة؛ لأنه سيجمعني بكم كما جرت العادة، غير أن الجديد الذي سيتميز به هو أنه سيكون نهاية لبداية جديدة إن شاء الله، (نعم) هو كذلك، فالنهاية هي لتلك المقالات التي كتبتها بعد أن توفي والدي رحمة الله عليه، وشهدت تبعثري وقلمي ضمن مساحة ساح فيها حبره ولم نكن لندرك ما كان ليكتبه لنا، إن لم تكن رحمة الله بي، وظهور محمد الحيدر (ذاك المُحفز الذي حدثتكم عنه) على صفحة تلك الأيام، التي اتخذت فيها قراراً نسأل الله أن يكون عين الصواب؛ لأنه يحمل العلاج المناسب لوضعي الذي خشيت أن يأخذني حيث لا أريد؛ بسبب فراق من قد أحببته كل عمري، والحق أنه ذاك الذي رجحه الحيدر ووافق روحي؛ لأنه ما يتوافق مع طبيعتي وهويتي الحقيقية، وهو التوجه بفائض الوقت وعظيم الطاقة التي صارت تحركني مؤخراً (وبكل غضب كيف تشاء) نحو (التطوع الإعلامي) الذي يُعد من أرقى وأعظم التوجهات التي يمكن أن نتوجه إليها؛ كي نعطي ونقطف ثمار ما سنقوم به وإن كان ذلك بعد حين، من خلال التطور الذي سندركه على الآخرين، حيث ان الإعلام السليم الذي يخلو من العاهات هو المحرك الحقيقي لأي مجتمع بفضل تلك القدرة التي يتمتع بها وتجعله المرشح الأول لعملية التطهير والتطوير، التطهير الذي نحتاجه؛ كي نتخلص من الشوائب، والتطوير الذي سيأتي تدريجياً من بعد العثور على صيغة رسالة الإصلاح والتغيير التي يحتاجها؛ كي يستند إليها، ويتابع خطواته نحوه المراد الذي سيحقق له ذلك، وهو كل ما يبدأ من اللحظة التي ندرك فيها كيفية ترسيخ دعائم مصنع صناعة الوعي؛ لبثه في المجتمع وبين أفراده، وهو ما يعني خوضها تلك البداية التي حدثتكم عنها بمطلع هذا المقال، والتي نأمل أن تجعل الحياة كذلك. حقيقة فإن خيار الكتابة هو الخيار الأمثل والقرار الأفضل؛ للخروج من مرحلة والدخول على أخرى أكثر جدية وقدرة على تغيير موجة الحياة لصالح الحياة، وهو ما ندركه أنا وقلمي منذ زمن، ولكننا لم نلتزم به بهذا الشكل الجديد الذي صممته وصممت عليه إلا الآن، حين رشح محمد الحيدر فكرة الكتابة التي ستخرجني من دائرة الحزن التي جرفتني إليها، ولكنها وفي المقابل لن تخرجني من جوف الكتابة التي أعيش بها ولها ومن أجلها، وهو ما سيبدو لكم ضرباً من الجنون، الذي نعدكم بأنه لن يكون مبرحاً؛ لأنه سيشمل الكتابة من أجل الكتابة، بمعنى أني سأتابعها (الكتابة) ولكن تلك التي سنخرج معها عن إطار العمل الصحفي نوعاً ما؛ لنجربها وبأشكال جديدة علينا ستضفي على حياتنا نكهة جديدة بإذن الله تعالى، ولعلها الفرصة المناسبة؛ كي نسلط الضوء على مشروعي الذي ستضمه هذه المساحة وباختصار يليق به وسيُسعدكم إن شاء الله، ولكن ومن قبل ذلك فلابد أن ندرك التالي: أن لكل شخص منا زاويته التي يطل بها على العالم، ويطرح من خلالها ما سيجمع به أكبر قدر من المتابعين ممن سيقدرون ما قد تقدم به وطرحه، مما يعني أن كل ما أتقدم به إليكم هو من زاويتي الخاصة، ومشروع التطوع الإعلامي من زاويتي قد جاء كالتالي: (توجيه رغبات نوعية نحو جملة من الأهداف المرجوة وبوسائل مشروعة تسهم بتحقيقها ضمن إطار زمني معين) الخطة تكون بتوجيه الرغبات، والرغبة الأساسية تكون بالتطوع، والمقصود هنا هو (التطوع الإعلامي) الهادف والنظيف، وفيما يتعلق بجملة الأهداف فهي تلك التي ستخدم المجتمع متضمنة نهضته وتنميته من خلال توفير خدمة سامية لأفراده تتضمن التوجيه نحو الأفضل، والوسائل المشروعة تتمثل بـ: المشاركة بإعداد برامج توعوية وتنموية؛ لصناعة الوعي وتدمير مصطلح (التغييب)، وبالنسبة للإطار الزمني فهو ما سيتم الاتفاق على اتساع رقعته بعائد أصله (الأجر والثواب)، أي ذاك العائد الذي لا نتلقاه إلا من الأعمال الربحية التي سنصرف أرباحها في الآخرة بإذن الله تعالى، وهي النهاية التي تسألنا التعلق بها؛ كي نعمل ونسير بأعمالنا نحوها، فننعم بخاتمة حسنة لا يفوز بها إلا من جاهد نفسه وبذل من الجهد ما سيُعينه على ذلك وبمشيئة الله. رحلتي مع؟؟؟ ما مررت به مع المعرفة التي يملكها الحيدر في تدبير الأمور وبشكل مهني؛ لمواجهة وضعي الذي ولربما يواجهه البعض، قد جعلني أخرج بمنافع عظيمة لي ولكم منها: أن نحمد الله على كل ما نملكه وبقلب يدرك ما يفعله، وأن نُخرج ما بالأعماق دون أن نُكبله ونحرمه من ذلك، وأن نأخذ حقنا من كل شيء دون أن نجري وكأن هناك من يلاحقنا بمطرقة شرسة ترغب بطرقنا؛ لتثبتنا على الأرض فلا نُحرك أو نتحرك نحو جميل ما تملكه الحياة، ومازالت تحتفظ به بين طياتها، وأخيراً تحديد المسار الذي يمكن أن نعطي فيه وبكل حب؛ كي نفعل فنكسب ما سيُحسب لنا إن شاء الله. همسة أخيرة الأوجاع هي النتيجة الحتمية لكل تلك الصدمات التي نتعرض لها في حياتنا، وما نشعر به؛ بسببها من ألم يُقدر حجمه حجم (التعاسة) التي نرغب بأن نمتطيها؛ كي تأخذنا حيث تريد ولا نريد، وهو المكان الذي سنظل فيه حتى يسأم منا الملل، وهو ما سيعود بنا إلى حقيقة واحدة وهي أننا من نستطيع الخروج من ذاك المكان متى قررنا ذلك فعلاً، ونصيحتي الأخيرة التي سنُغلق بها هذا الملف هي: LET IT GO خالص الشكر وصادق التقدير لكل من يدرك كيف يمد الآخرين بالمساعدة المرجوة، وعلى رأس قائمة هذا اليوم المتألق محمد الحيدر.