23 سبتمبر 2025

تسجيل

تباشير سلام أفغانستان

05 يناير 2021

تدخل جولة المفاوضات الجديدة التي تستضيفها الدوحة بين حكومة الجمهورية الأفغانية الإسلامية وحركة طالبان، مرحلة مهمة واستراتيجية على طريق تحقيق الاستقرار ووقف العنف في هذا البلد الذي انهكته الحرب لعقود طويلة. ويترقب المجتمع الدولي والمشفقون على استتباب الامن بين الفصائل الافغانية أن تفضي الجولة إلى حلول مهمة، تتعلق بوقف إطلاق النار، وخفض مستوى العنف، والعمل المشترك على تحقيق غايات وتطلعات الشعب الأفغاني. لقد ظلت الدوحة تقدم خبراتها الدبلوماسية في تسوية النزاعات من اجل الوصول الى الهدف المنشود، ساعد على ذلك وجود رغبة مشتركة من كلا الجانبين لوضع حد للصراع الدموي، الذي كبد جميع الأطراف خسائر تاريخية، ومراعاة الظروف الدرامية الجديدة التي طرأت على الساحة الأفغانية عقب انسحاب القوات الأمريكية، ووجود ضغط دولي من أجل إنجاح عملية التفاوض، وأيضاً الوباء العالمي وجائحة كورونا التي جعلت خيار السلام أكثر ترجيحاً، كما أن الفرقاء الافغان يدركون تبعات الحرب وتكاليفها، وعليهم جميعا استغلال هذه الفرصة في ظل التقارب الذي حدث بينهم لأول مرة منذ سنوات طويلة، كانت الكلمة فيها لهدير المدافع وازيز الطائرات الحربية واصوات الرصاص. ان الاطراف الافغانية مطالبة بتقديم المرونة اللازمة للتغلب على التعقيدات التاريخية في الصراع على هوية وحكم الدولة الأفغانية الذي ربما يرجع لأربعين عاما مضت، لم تتوقف فيها العمليات العسكرية المنظمة التي أودت بحياة الكثيرين، وهو أمر يجب أن يحمله المفاوضون على عاتقهم في إيجاد سبيل للمضي قدماً من الدماء نحو الرخاء، ومن محاولة إجبار الأطراف الأخرى على الاستسلام إلى بحث سبل مشتركة لتحقيق السلام. نأمل مع اطلالة العالم الجديد أن يتوصل الطرفان الى اتفاق يوقف نزيف الدماء الى الابد، ويفتح الباب نحو تحقيق مصالح الشعب الافغاني في السلام والاستقرار والتنمية.