17 سبتمبر 2025

تسجيل

محورية الدور القطرى في حل الأزمة الليبية

05 يناير 2015

جاءت زيارة محمد الدايري وزير الخارجية في الحكومة الليبية المؤقتة للدوحة بالأمس لتؤكد على أهمية الدور القطرى المحورى، في إنقاذ ليبيا من أزمتها التي تعصف بها منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، وما نجم عنها من صراعات دامية وانقسامات سياسية حادة، تهدد وحدة ليبيا واستقرارها، فلا أحد ينكر لقطر — حكومة وشعباً — جهودها الرائدة في نصرة الشعب الليبي وخياراته الوطنية، عندما اندلعت ثورة الغضب الشعبي ضد القذافي ونظامه في 17 فبراير عام 2011، ضمن انتصاراتها وتأييدها — اللامحدود — لموجة ثورات الربيع العربي التي حققت طموحات عشرات الملايين من المواطنين العرب، خاصة بعد أن أطاحت بديكتاتوريات وأنظمة فاسدة، جثمت لعقود طويلة فوق صدور شعوبها. لقد اختارت الدوحة بحكم مسؤوليتها الأخلاقية والتزامها القومي الناصع، وهي تتعامل مع تداعيات الأزمة الليبية وانعكاستها أن تدعم أمن واستقرار ليبيا، وتتمسك بضرورة تغليب لغة الحوار وعدم الإقصاء، من أجل التوصل إلى حل سياسي يخرج ليبيا من تلك الأزمة ويستجيب لطموحات الشعب الليبي الشقيق.. وهو الأمر الذي تم التأكيد عليه مجدداً بالأمس خلال لقاء سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية مع نظيره الليبي وسط أجواء تميزت بالصراحة والشفافية.وفضلاً عن الدور القطري الفاعل والمؤثر في البحث عن مفاتيح ومخارج للأزمة الليبية، فان زيارة الوزير الليبي للدوحة تستمد أهميتها أيضا كون الدوحة تترأس قمة مجلس التعاون الخليجي في دورته الحالية، وهو ما يعكس أهمية الاتفاق على الاستمرار في التواصل بين الدوحة وطرابلس، ومع تبني الحكومة الليبية المؤقتة سياسة الانفتاح على كل الأطراف ذات العلاقة بالمسألة الليبية، يضاف إلى ذلك أن الزيارة تأتى قبل ساعات من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الليبي، الذي يجيء بمبادرة من المبعوث الأممى إلى ليبيا برناندينو ليون، وتستضيفه القاهرة اليوم، فلا شك أن احتفاظ الدوحة بعلاقات متينة وطيبة مع غالبية القوى السياسية الليبية وبالأخص "فصائل الثوار"، يمثل ضمانة قوية وفاعلة للدور القطري في التعامل مع الأزمة بموضوعية، الأمر الذي من شأنه أن يوفر للمؤتمر أجواء إيجابية؛ للتوصل إلى أرضيات وطنية متينة ورؤى مشتركة، تخرج ليبيا من بين أنياب أزمتها الطاحنة، وتضع الوطن الليبي على طريق الاستقرار، لتعود ليبيا إلى ممارسة دورها المنشود داخل محيطيها العربى والإقليمى.