11 أكتوبر 2025
تسجيلعندما تكون الحيرة في أعلى درجاتها، فتأكد أنها النقطة الفاصلة بين العقل والجنون! فأصبحنا نعيش في عصر يجلب الحيرة في أمور لا يتقبلها العقل ولا المنطق.عندما تناصر الرأي والمطالب الشرعية للشعوب، يُقال لك: غير واقعي وليس لديك منطق فيما تقوله!! عندما تطالب الجميع باحترام العهود والمواثيق وتحكيم العقل، يتم الرد عليك بأنك محابٍ وترسم أهدافا غير واضحة.. إن ما يجري في المنطقة العربية، أو ما تم تسميته مجازا بالربيع العربي، لم يعد ربيعا عربيا، لأن هناك من أراد تحويله إلى خريف طويل وطويل جدا!!.والأدهى والأمر أن تكون هناك شخصيات متقلبة حسب مصالحها أولا؛ حتى لو كانت هذه المصالح على حساب الوطن، فمن يصفق اليوم للرئيس الشرعي هو نفسه من يهلل لحبسه ومحاكمته! والمصيبة الأكبر أن هناك أسماء لها باع طويل في صحافتنا العربية، لكنها الأكثر تخلفا في حياتنا المعاصرة، فبعد أن أخفاهم الزمن، ولم يعد أحد يذكر حتى أسماءهم، أعادتهم بعض الوسائل الحديثة للواجهة، وقد أحسنت ذلك لأنها استغلتهم استغلالا سرديا حتى توثق كل ما قالوه لمرحلة زمنية محددة.وهناك من لا يجيد إلا التملّق والتزلّف ولو على حساب الأمة، فلا يجيد إلا السرد غير المفيد وغير المجدي، والذي لا طائل مما يكتبه سوى التهليل لمن يتبع ويُحب فقط، مع العلم أن من يحاول التزلف إليهم قد ملّوه، بل وكرهوا كل ما يكتبه وينثره في مقاله، لدرجة أن صورته لم تعد تصاحب ما يكتبه؛ لأن اسمه وعنوان زاويته يكفيان لأن لا تقرأ ولو كلمة واحدة مما يكتب.سؤال تبادر إلى ذهني، بعض هذه الأسماء كتبت كثيرا كما حكت كثيرا، وعاصرت أوقاتا مصيرية لو لحق بعض من يعيش عصرنا الحالي لاستطاع أن يكون له مكانة مرموقة في المجتمعين المحلي والدولي، لكن من تحدثت عنهم لم يستطيعوا أن يحققوا ولو شيئا يسيرا من المكانة المرموقة التي ذكرتها! تعلمون لماذا؟ لأن من عاصروهم قد اكتشفوا أنهم لا يصلحون في أي عصر سواء في الحاضر أو المستقبل، فكانت نظراتهم صحيحة، وهو ما يثبته الواقع الفعلي لحياتهم ومكانتهم سواء في المجتمع المحلي أو الدولي، وجميع من يقفون معهم هم شركاؤهم في الفشل، وسينتظرهم المصير نفسه في الحاضر والمستقبل.