أعطوا فرصة للسلام ولو لمرة واحدة

تخيلوا معي لو لم تكن قناة الجزيرة موجودة وشاهدة على الأحداث بالصوت والصورة تنقل هذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد كل شيء في غزة ولم يسلم أحد من أذاها وشرها المنقطع النظير لا بشر ولا شجر ولا حجر ولم يفعل أحد إجرام كأجرامها عبر التاريخ؟! فكل الروايات الإسرائيلية عن سير المعارك أو عن تجنبها المدنيين في هذه الهجمة الشرسة على أطفال ونساء وشيوخ أهل غزة أو عن حديثها الكاذب عن الممرات الآمنة كله محض افتراء وأكاذيب؟؟ أو أنها تتقيد بالقانون الدولي وتتجنب المدنيين وكل الذي نراه عبر قناة الجزيرة من تدمير البيوت على رؤوس ساكنيها لدرجة أن المستشفيات غصت بالجثث وبالجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ ولم يبق حجر على حجر في غزة إلا طاله التدمير ؟؟ فإذا كانت هناك جثث كثيرة دُفنت تحت الأنقاض من أبرياء غزة والتي تعد بالآلاف فلقد دُفن معها كذلك مجلس الأمن بقراراته وبمختلف قوانينه الدولية التي عرفها البشر؟! كما دُفن معها الضمير العالمي كما دُفنت هناك مصداقية كثير من الدول التي كانت تتغنى بالمبادئ وحماية حقوق الإنسان والحرية ودُفنت معهم النخوة العربية والشهامة والمروءة؟؟ كذلك من المُلاحظ هذا الحقد والكراهية الذي تحمله قلوبهم للفلسطينيين والعرب والمسلمين الذين يدافعون عن أرضهم وعن كرامتهم فهم لم يذهبوا لأحد خارج وطنهم فهو حق مشروع ومكفول للجميع؟؟ فلقد ظلوا سنين طويلة يطالبون المجتمع الدولي الظالم بإنصافهم فلم يظل أحد تحت الاحتلال غيرهم ناهيك عن سياسة الحصار وسلب الحُريات المختلفة والتضييق الدائم عليهم في كل شيء؟؟ فمهما فعلت إسرائيل فلن تستطيع القضاء على المقاومة فهي كأشجار غزة المعمرة جذورها الممتدة في كل مكان؟؟ وكنت أتمنى لو أن إسرائيل أصغت لدعوات السلام وأوقفت هذه الحرب القذرة والتي خرجت عن سياق كل المبادئ الإنسانية والشرائع السماوية والأرضية وحتى شريعة الغاب؟! إسرائيل جربت الحروب وكل الوسائل القمعية ولم تجلب لها السلام المنشود فيا ليتها تجرب السلام ولو لمرة واحدة وتتخلى عن الغطرسة والتباهي بقوتها العسكرية التي لم تنفعها في شيء وتبعد هؤلاء المتطرفين الحمقى عن المشهد السياسي الذين لن يجلبوا إلا مزيدا من المشاكل لها ولغيرها؟