16 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر توحّد العالم

04 ديسمبر 2022

المتابع لفعاليات كأس العالم فيفا قطر2022 التي تستضيفها قطر سيلاحظ تَنوع الثقافات وامتزاجها في الدوحة، وربما أصبح سوق واقف هو المرسى لكل هذه الثقافات فنجد المشجعين من كل أنحاء العالم يتوافدون عليه ويحرصون على ارتداء الزي القطري، الثوب والغترة والعقال - والعباءة والبطّولة، من الرجال والنساء، وتجد أن الجميع يساند الجميع، فالمشجعون يأخذون الصور التذكارية مع بعضهم البعض وإن كانت فرقهم تتنافس في نفس اليوم، وتجد الروح الرياضية عند الجميع وتَقّبل الخسارة والفرح بفوز الفريق الثاني وهذا ما تميز به مونديال قطر، وفي معظم اللقاءات التي تُجرى مع الجماهير يشيدون بسوق واقف لأنه المكان الوحيد الذي يُعّبر عن تراث قطر ناهيك عن المطاعم والمقاهي والأسواق المتوسطة الأسعار والمناسبة للجميع، قطر بلد التسامح والحب والكرم والتواضع، قطر ذلك البلد العظيم بإنجازاته وإن صغرت مساحته الجغرافية، قطر البلد الذي عمل بصمت طوال اثني عشر عاماً وصمد في الأزمات وأدار بحكمة أعقد القضايا وفاجأ العالم بتنظيم مُشّرف ستتناقله الأجيال وسيظل الإعلام العالمي يتحدث عنه وإن حاولوا تسليط الضوء على سلبياته ففي النهاية أقيم المونديال واستمتعت الجماهير وتمكن الكثير منهم من حضور أكثر من مباراة في نفس اليوم وهذا من المستحيلات في المونديالات الأخرى فقرب الملاعب من بعضها بعضاً جغرافياً ساهم في استمتاع الجماهير الرياضية ناهيك عن باقي الفعاليات المنتشرة في كل أنحاء قطر وتناسب كل الأعمار والثقافات والأذواق، فالحفلات الجماهيرية الصاخبة متوفرة والشواطئ مفتوحة للاستمتاع بالبحر والرياضات البحرية، والعروض الفنية والعالمية من كل الدول المشاركة متوفرة، كما أن فعاليات الحي الثقافي كتارا متميزة وتجمع بين الحاضر والماضي وتعّبر عن ثقافة قطر وتنوع الثقافات، ولمن لم يتمكن من الحضور إلى الملاعب فالفان زون متوفرة في كل أرجاء الدوحة توفر شاشات عملاقة لعرض المباريات، ومن مشيرب قلب الدوحة تنتشر الشاشات العملاقة لمتابعة مباريات المونديال وتتوزع الفعاليات والعروض الترفيهية، ولا ننسى فعاليات اللؤلؤة ودرب لوسيل الذي أصبح ملاذاً للمشجعين واحتفالاتهم بفوز منتخباتهم يومياً، أجواء حماسية نشاهدها كل يوم في كل مناطق الدوحة واللقاءات التي تصلنا تبين مدى رضا الجماهير عن التنظيم والفعاليات وسهولة التنقل عبر المترو وباقي وسائل النقل العام، حتى أولئك الذين يتباكون على قرارات قطر المحافظة فيها على هويتها وعلى عاداتها الإسلامية يجدون الرد من الجماهير الحاضرة في الدوحة، فمنع شرب الكحول حافظ على سلامة الجمهور، وعدم السماح بارتداء شارة الشواذ هو تصريح واضح بأن هذه الفئة منبوذة ومن فعلها من بعض المسؤولين الغربيين فهو أعطى انطباعاً عن عدم احترامه للقوانين التي طالما نادوا بها بل إنهم أعطوا انطباعاً بعدم احترامهم لقوانين الدول الأخرى وكانوا القدوة السيئة لشعوبهم، فيفترض أن يكونوا هم القدوة في الالتزام بالقوانين طالما مادام أنهم يريدون أن نحترم قوانينهم في بلدناهم! لفت نظري تعليق لأحد الأجانب الذي علّق بأن أجواء المونديال خاصة في الملاعب أجواء عائلية وأنه كان مطمئناً من أجواء الملعب على أهله وأولاده نظراً لمنع الكحول في الملاعب وما يسببه من فوضى في سلوكيات المشجعين وأيد قرار الدولة في ذلك، كما أن المونديال مخصص للعب كرة القدم وعلى الفرق المشاركة التركيز على ذلك لا أن تستغل فرصة وجودها لنشر أجندتها غير الأخلاقية والتي لا تتماشى مع قِيمنا الإسلامية وعاداتنا وكأنهم يريدون تسّيير بلادنا بطريقتهم وهم في عقر دارنا وهذا ما لا يقبله عقل ولا منطق! الكرم القطري كان مؤثراً في جماهير المونديال خاصة عند استاد الثمامة، حيث استقبل أهالي الأحياء المحيطة بالملعب الجماهير بالضيافة القطرية بالمأكولات والمشروبات المحلية، مُعّبرين عن حُسن ضيافتهم وكرمهم وهذا ليس غريباً على قطر وأهلها. • مازالت الفعاليات مستمرة ومازالت الجماهير الرياضية تستمتع في قطر وتُمتعنا وكُنّا نأمل أن تتأهل المنتخبات العربية كلها ولكن الأمل في المملكة المغربية بأن تنافس على كأس العالم.