21 سبتمبر 2025

تسجيل

خريطة جديدة للطاقة العالمية

04 ديسمبر 2018

اتخذت دولة قطر قرارا استراتيجيا بالانسحاب من منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» بدءا من الأول من يناير المقبل، وهو القرار الذي تم إبلاغه للمنظمة صبيحة امس، وتم الكشف عن مضامينه في مؤتمر صحفي أوضح خلاله سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، أهداف هذا القرار وأبعاده الاستراتيجية. هذا القرار الذي قد يبدو مفاجئا للبعض، لن يكون مفاجئا لمن يفهم الاستراتيجية القطرية القائمة على الصراحة والشفافية والجرأة في نفس الوقت إذا ما تعلق الأمر بقرار سيادي يضع مصلحة قطر وأمنها الاقتصادها فوق كل اعتبار. وفوق كل ذلك فهذا القرار لم يأت من فراغ، بل بعد تأن ودراسة، ومراجعة شاملة لاستراتيجية الدولة الجديدة المتماشية مع رؤية قطر الوطنية 2030 والتي تتطلب التركيز على قطاع الغاز باعتباره القطاع الأهم بالنسبة لنا. قطر أول دولة انضمت إلى أوبك، وأكثر دولة احترمت والتزمت ووفت بمبادئ وأهداف وميثاق المنظمة، وقطر هي أقل دولة إنتاجا في المنظمة ورغم ذلك ظلت أحرص دولة على حماية مصالح الدول الأعضاء بهذه المنظمة والدول المستقلة الشريكة للمنظمة في حماية سوق النفط من الانهيار، ويشهد الكل كيف أدارت قطر بنجاح خلال رئاستها للمنظمة عام 2016 أزمة تراجع أسعار النفط إلى أن استعادت مكانتها، وأعادت إلى السوق توازنه، ونعمت بعض الدول التي لن يعجبها قرار قطر اليوم بفائض كبير في موازناتها المالية. قطر بقرارها الانسحاب من أوبك لن تتخلى عن سوق النفط، بل ستبقى عضوا فاعلا كما كانت، بل ستسعى إلى ترسيخ مكانتها كمزود موثوق ومعتمد للطاقة إلى جميع أنحاء العالم، وستشهد الفترة القليلة القادمة أنشطة ومشاريع مدوية تؤكد المكانة المتقدمة لقطر وريادتها لسوق الطاقة العالمي، سواء تعلق الأمر بالنفط أو تعلق الأمر بالغاز.