20 سبتمبر 2025

تسجيل

قمة الكويت

04 ديسمبر 2017

تأتى مشاركة قطر فى الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الذى يعقد اليوم وقمة القادة التى تلتئم غدا فى الكويت؛ تأكيدا لحرص القيادة القطرية على دعم المجلس ومسيرته؛ وبالتالى تعزيز العمل العربى المشترك ؛ وهى مبادئ وتوجهات قومية ووطنية ارستها قطر منذ تأسيسها ؛ وترجمتها دبلوماسيتها الحكيمة ودافعت عنها بكل قوة تحت اسقف المنظمات الاقليمية والدولية. فرغم ازمة الحصار المتصاعدة وتداعياتها المؤسفة التى أوجدت شرخا عميقا فى الجدار الخليجى، تأبى الدوحة إلا ان تتسلح بمسؤولياتها القومية والتزاماتها الاخلاقية امام شعوب المنطقة وتتواجد فى اى لقاء يجمع الاسرة الخليجية ؛ إيمانا منها بضرورة انقاذ سفينة مجلس التعاون لتبقى منظومته تعبيرا لآمال وطموحات وتطلعات شعوب دوله. قطر التى تتهيأ للمشاركة فى قمة الكويت ما زالت متمسكة بموقفها الثابت، الذى اعلنته بصراحة ووضوح منذ بداية ازمة الحصار الذى يدخل شهره السادس؛ وهو موقف يؤسس لحوار شفاف اخوى ناضج فى اطار من الندية واحترام السيادات الوطنية ؛ وبعيدا عن لغة الاملاءات ومحاولات فرض الوصاية. لا شك ان انعقاد القمة بحد ذاته خطوة إيجابية ويفترض أن تتمخض عنها آلية واضحة لحل الأزمة التي استمرت لستة شهور، تمت خلالها محاصرة دولة خليجية بلا أسباب وبشكل مفاجئ وهو تصرف غير مقبول، ويجافى القانون الدولى، فضلا عن كونه لأول مرة ينزلق الخلاف إلى المستوى الشعبي، وهذا ما أرادت الدوحة احتواءه وتجنبه منذ تفجر الازمة، ولكن للأسف لم يكن هناك من مجيب. قطر وهي التي دفعت وحدها ثمن آلام الحصار وتداعياته — المسفة والمخجلة — داخل الاسرة الخليجية، ما زالت تعول على صوت الحكمة ولغة العقل على طاولة حوار تبحث نقاط الخلاف، ويفضى الى اتفاق جماعي يلتزم به الجميع وستكون قطر أول المرحبين به. شعوب الخليج تتطلع الى قمة للم الشمل تعيد لخليجنا لحمته وهيبته وقوته، وعليه نحسب ان المسؤولية الاخلاقية والالتزامات الوطنية تحتم على دول مجلس التعاون، المسارعة لطى تلك الصفحة المؤلمة للجميع، احتراما لإرادات وطموحات شعوبهم التى فجعتها تلك الازمة، التى بنيت على باطل وروجت للبطلان.