21 سبتمبر 2025
تسجيلجاء قرار الرئيس البرازيلي المنتخب جاير بولسونارو بنقل سفارة بلاده في الكيان الإسرائيلي من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، ليشكل سيرا في عكس الاتجاه الذي عرفته الشعوب العربية عن البرازيل ودول أمريكا الجنوبية صاحبة المواقف التاريخية الداعمة للقضية الفلسطينية. إن قرار الرئيس البرازيلي في حال تنفيذه يشكل خروجاً على الإجماع الدولي الذي تجسد في رفض الجمعية العامة للأمم المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ودعوتها جميع الدول إلى الامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية فيها، فضلا عن المساس بسمعة البرازيل العريقة بمواقفها الرافضة للاحتلال الاسرائيلي ومناصرتها للشعب الفلسطيني حتى يسترد كافة حقوقه المسلوبة، ويحقق تطلعاته المشروعة. ومع استهلال الرئيس بولسونارو رئاسته يحدونا الأمل بأن يستمع للرأي العام البرازيلي ولشعوب أمريكا اللاتينية، حيث أبدت وسائل إعلام برازيليّة القلق من أن يؤدّي نقل السفارة إلى غضب في الشارع العربي ويبدد مكتسبات حققتها الشعوب الحرة في رفضها للاحتلال. على أن هذا القرار المفاجئ يبدو انه يتعارض مع السياسة الخارجية للبرازيل التي أكدت قبل أيام على لسان وزير خارجيتها السيد ألويسيو نونيس فيرييرا دعمها للعملية السياسية القائمة على مبدأ حل الدولتين، لإقامة الدولة الفلسطينية، كما تعهد للرئيس محمود عباس بأن بلاده ستستمر في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في مختلف المجالات. لقد سبق واتخذت البرازيل مواقف تاريخية تجاه الشعب الفلسطيني نذكّر بها الرئيس بولسونارو، حيث كانت البرازيل من الدول التي تحمست لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع فلسطين، ونذكر مواقفها المشهودة في دعمها للقضية الفلسطينية في الجمعية العامة للامم المتحدة وتبرعها بقطعة أرض لبناء سفارة لفلسطين على ما حملته تلك الخطوة من رسالة رمزية لقيت ترحيبا عربيا وإكبارا للقيادة والشعب البرازيلي.