12 سبتمبر 2025
تسجيلفي أثناء إذاعة حلقة المشّاء لهذا الأسبوع مع الشاعر المصري أحمد الشهاوي ثار جدل آخر حول جدارته الشعرية، وبدا أن مواطني جمهورية الشعراء لم يتفقوا بعد على أعلامها وممثليها، ففي حين أثنى الشاعر السعودي علي الدميني على الشاعر، مستشهداً بعباراته: "أعددت جنازتي ومخطوطاتي جاهزة للنشر والشعر العربي عند الغرب بلا أفكار، ومثلما نحن فقراء في السياسة والاقتصاد، ويتامى في أشياء كثيرة، فنحن يتامى عند الآخر في الشعر، وفي الإبداع، والكتابة، والفن التشكيلى، لافتًا إلى أن الانطباع السائد في الغرب حول الشعر المصري والعربي أنه بلا أفكار". مفرّغاً مضمون اللقاء التلفزيوني على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ومنبّهاً إلى موعد إعادة الحلقة، مصدّرا الخبر بعبارة: "الشاعر المصري الكبير". وفي الوقت ذاته كان الناقد والشاعر المصرّي عبدالله السمطي يثير الشكّ حول أحقية الشاعر الشهاوي بتصدّر المشهد الشعري، مشيراً إلى أخطائه العروضية التي أحصاها عليه في تسع منشورات متسلسلة في دواوينه المختلفة، مذكّراً بدفاع الشهاوي عن معضلة الوزن في شعره أنه "اشتباك عروضي" وبردّ الناقد الراحل عبد القادر القطّ عليه "سنفضّ الاشتباك". لا أظنّ برنامج المشّاء وضع في حسابه إجراء مقابلات مع أمراء الشعر وملوك الرواية، وكلّ ما في الأمر (في تقديري المتواضع) هو محاورات ومقابلات تقترحها أسرة البرنامج، دون إعطاء قيمة معيارية للضيف، حيث استقبلت مبدعين أقلّ شأناً وعمراً وشهرة من الشهاوي.جدّد الشهاوي طريقاً في الشعر، وبحسب بعض النقاد فإنه ممّن "يمتلكون مشروعا شعريا خلاقا؛ لأنه تميز بين أفراد جيله من شعراء الثمانينيات بقدرته علي ابتكار الصورة الشعرية الجديدة من خلال بلاغة النص الشعري الحداثي، ومخاتلة التراكيب اللغوية، وانزياحاتها اللفظية، واستنطاق النص الثقافي التراثي بأنواعه كافة" فقد أسهم عمله في الصحافة وموهبته في تعزيز مكانته الشعرية، في مقابل كثير من زملائه الذين ذوت مواهبهم.أتفهّم كثيراً توقّف كثير من النقاد والأدباء عند ظاهرة الشاعر هشام الجخّ، لأن الرجل نجح في خلط موهبته بكثير من المسرحة، وهو في الأساس شاعر شعبي، لكنّ شاعراً كالشهاوي لايمكن لنا أن نغضّ الطرف عن ناجزه الإبداعي.