16 سبتمبر 2025
تسجيليقول الشاعر: لولا المعلم ما قرأت كتاباً يوما ولا كتب الحروف يراعي.. فبفضله جزت الفضاء محلقا وبعلمه شق الظلام شعاعي. يصادف يوم غد الخميس، الخامس من شهر أكتوبر من كل عام، يوم المعلم الذي تحتفل به دولة قطر تزامنا مع اليوم العالمي للمعلم كل عام. إن اليوم العالمي للمعلمين هو فرصة للاحتفال بالمعلمين، وتقدير جهودهم، والنظر في طرق كفيلة بمواجهة التحديات التي تواجههم، وذلك من أجل تعزيز هذه المهنة. يحمل المعلم رسالة سامية، وهي امتداد لرسالة الأنبياء والمرسلين، وهي من أنبل وأسمى المهن، وعليه يتحدد مستقبل الأجيال القادمة. إن مهنة المعلم ليست مجرد وظيفة عادية، أو عمل بمقابل مادي فقط، بل هي بناء للعقول، وإخراج من ظلمة الجهل إلى نور العلم. فالمعلم يستحق كل التقدير والاحترام والحب، لأن وظيفته أن يضيء الدرب لكل الطلاب، بالعلم والمعرفة. إضافة لذلك أيضا فالمعلم هو الوحيد الذي يرفد المجتمع بكل المهن الطبيب، الوزير، المهندس وكل المهن الأخرى. إن مهنة التعليم تختلف عن كل المهن فهي المهنة التي ترسم مستقبل الأجيال في كل بلد. يحمل المعلم على عاتقه مسؤولية عظيمة، هي مواكبة التطورات في العملية التعليمية، التي تؤثر على جودة المخرجات، ليكون المجتمع غنيا بأبنائه المنتجين ويكونوا جزءا فاعلا في الحياة. إن المعلم الحقيقي هو ليس معلم مادة ومنهج فحسب، ويعتبر الطلاب أبناءه، وهو الناصح الذي يدل الطلاب لأفضل السبل. المعلم يزود الطلاب بكل أنواع المعرفة، وهو الذي يراعي الفروق الفردية في الفصل الواحد وأنماط شخصيات طلابه. فهو المربي الوالد في نفس الوقت، الذي يمد يده بالتوجيه والنصيحة، فالمعلم يد تربي ويد ترشد. وعلى الأهالي غرس قيمة الاحترام في نفوس الأبناء للمعلم، ومراعاة دور المعلم الذي يساهم في بناء الأمم. وحري بكل أفراد المجتمع الاحتفال بيوم المعلم لما له من دور ومكانة عظيمة لكل فرد، وما يبذله المعلم من جهد وتضحيات وصبر، فهو المعلم والمربي في نفس الوقت. وتوجيه الأبناء لاحترام المعلم في حضوره وغيابه، كما ينبغي أيضا على الأبناء تقدير مكانة المعلم، فالمعلم له في القلب مكانة وهيبة ناتجة عن الحب والإجلال والتقدير، لا عن الخوف. ومع تطور التعليم، خلال الأعوام السابقة إلى اليوم تتطور معه مهارات المعلمين وكفاءتهم تزداد يوما بعد يوم وبشكل ملحوظ في قطر. ويساهم المعلم في خلق بيئة تعليمية آمنة في المراحل المختلفة، فالأمة التي تهتم بالتعليم أمة لا تهزم. رغم التحديات التي قد تواجه المعلم، ولكن أجزم أن كل تعبه يزول بنجاح طلابه وتوفيقهم في حياتهم. إن الاحتفال بيوم المعلم هو احتفال بجميع المعلمين والمعلمات في هذا الوطن، وتقدير لجهودهم المبذولة وعرفان بكل ما يقدمونه. وكل الهدايا الرمزية التي تقدم إنما هي تعبير عن احترام المعلم وقيمته في المجتمع. هذا أقل ما يقال في حق المعلم والمعلمة فالمعلم مكانته كبيرة جدا، فهو محفز للتفكير والإبداع، فطبعا كل منا لا ينسى أبدا معلما أو معلمة، وأثره الإيجابي في حياته أقوالا أو فعلا إيجابيا والهدف الارتقاء به للأفضل. إلى كل معلمة أو معلم تعلمنا على يديه من المعرفة، وعلمنا وعملنا به، لن نوفيكم حقكم، كتب الله لكم الأجر على كل حرف وكلمة تعلمناها. لن تتسع السطور والكلمات لتحمل كلمات الشكر والعرفان، اليوم يحق للمعلمة والمعلم أن يتباهى بمهنته وبما يقدمه يوما بعد يوم، ختاما وراء كل أمة معلم متميز.. كل هذا وبيني وبينكم.