11 سبتمبر 2025

تسجيل

كل شيء مُعار

04 أكتوبر 2022

(إعارة) وقت الإنسان في هذه الدنيا مُعار له.. عائلته، مثلاً، مُعارة له في هذه الدنيا، فهو لا يملكها في الحقيقة، ولا يملك أي شيء سوى خياراته التي ستلاحقه في الحياة الأخيرة، أما عائلته، فقد يلقاها في الحياة الأخيرة وقد لا يلقاها، ولكن الأكيد بأن الإنسان سيلقى خياراته جميعها في انتظاره. (مؤقت) من أكثر الأمور المريحة للإنسان، معرفة أن كل شيء في الدنيا مؤقت، الألم.. السعادة.. الحب.. العائلة.. العمل.. الأصدقاء.. الغنى.. الفقر.. المواقف.. المرض.. الفراق.. الموت.. التعب.. السفر.. الاستقرار.. الحزن.. كل شيء! كل الأشياء الجميلة والقبيحة.. كلها مؤقتة! بمعنى آخر.. كل شيء مؤقت لأنه مُعار للإنسان.. ولا يكون للإنسان أن يملك بشكل دائم أي شيء سوى اللحظة الراهنة في يده، وحريته في الاختيار في هذه اللحظة فقط.. وما إن يختار الانسان ما يريد فعله في هذه اللحظة، حتى يتبخر خياره وإرادته مع اللحظة التي تليها.. وهكذا.. (راحة) معرفة بأن كل شيء مؤقت ومُعار، يطمئن الانسان.. فلا داعي إلى الخوف، ولا داعي إلى القلق والتوتر، لأن الانسان لم يحز شيئاً من البداية! فلا داعي إلى الخوف مثلاً من فقدان فرد من العائلة، لأنهم لم يكونوا ملكه من البداية! هم ملك لله وعلاقة الانسان بهم مؤقتة في هذه الدنيا، وبالتالي عليه الاستفادة قدر الإمكان من هذا الوقت معهم حتى ينقضي هذا الوقت بأمر من الله! (الدنيا) لائحة مهامنا مُثقلة بالأمور التي يستلزم علينا فعلها ومتابعتها. وفي غضون أيامنا، نتعامل مع الدنيا والعالم وكأنه سيستمر إلى الأبد، وكأننا سنعيش إلى الأبد. والواقع بأن الكثير قد لا يتعدى السبعين عاماً- هذا وأنا متفائلة-! وسيركض الكثير وسيعملون وسيحاولون فعل الكثير في هذه السبعين عاماً.. وسينشغلون بهذا العمر للعمل من أجل هذه الدنيا، التي ستأخذ الانسان بمشاغلها ومشاكلها وأحلامها وأفلامها حتى تشغله عن الحياة الحقيقية التي تليها.. الحياة الأخيرة.. الحياة التي سنعيش بها إلى الأبد! لا سبعين عاماً ولا ثمانين عاماً ولا حتى مائة عام! سنعيش فيها حتى ننسى معنى العيد ميلاد ومتابعة عدد السنوات لأن كل ذلك سيكون بلا معنى! (في الأخير) كل أمر معنوي مؤقت، وكل شيء مادي مُعار وكل حاجة تحت أمر الله. وهذا ما على الانسان أن يتذكره دائماً لكي يريح باله، ويطمئن قلبه. فمن رحمة الله على الانسان أنه جعل للحياة الدنيا وقتا.. بداية ونهاية.. فلا عذاب إلى الأبد، ولا سعادة إلى الأبد في الحياة الدنيا.. وكل شيء بحسابه في الحياة الأخيرة.. من أحسن عملاً في الدنيا فسيُلاقى السعادة الأبدية في الحياة الأخيرة، ومن ساء عمله في الحياة الدنيا، فسيلقى العذاب الذي يستحقه في الحياة الأخيرة.. والله هو الرحمن الرحيم، فلا يُظلم أحد، ولا يُغبن أحد في نهاية المطاف.