17 سبتمبر 2025

تسجيل

وترجل الفارس صباح

04 أكتوبر 2020

ودع العالم الاسبوع الماضي شخصية استثنائية، اتصف بالحكمة والحنكة ولُقب بعميد الدبلوماسية العالمية، وعرف بحبه للسلام والحريات وحقوق الإنسان، إنه أمير الإنسانية سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى مقاليد حُكم دولة الكويت في الفترة من 2006 - 2020، بعد مشوار حافل في أكثر من منصب وزاري وسياسي زاده خبرة ووطد علاقاته الدولية. وخلال حُكمه عُرفت الكويت بأنها مركز لصنع القرارات العربية، وقاد مجموعة مبادرات إصلاحية دولية بسياسته المحايدة الهادئة المحبة للسلام، وأكثر ما كان يهمه هو البيت الخليجي الذي آلمه تصدعه منذ اندلاع الأزمة الخليجية في 2017، ورغم تعبه ومرضه إلا أنه كان يجول دول الخليج يحاول سد الثغرات، وتقريب وجهات النظر للصلح بين قطر والدول التي حاصرت قطر، والتي لولا حماية الله وحكمته ووقوفه معارضاً لمخططاتهم لتعرضت قطر للغزو من تلك الدول، وقد أعلن - رحمه الله - ذلك. وللأسف رغم حرصه على حل الأزمة إلا أنه ترك الدنيا وما فيها من خلافات وأزمات، ورحل لمثواه الأخير دون أن يفرح بتحقيق رؤيته وأمنيته في المصالحة الخليجية، بل لم يعلم كيف أن وفاته أشعلت فتيل الأزمة الخليجية من جديد، وكيف أن الأزمة المستمرة منذ ثلاثة أعوام حققت نتائجها في تفريق الشعب الخليجي الواحد، وتحولت مشاعر الوحدة والمصير المشترك إلى كُره عارم يدفع أصحاب القلوب السوداء إلى التطاول على الرموز والشعوب، والفجر في الخصومة دون مراعاة مشاعر الشعب الكويتي الشقيق، الذي يحتاج مآزرتنا جميعًا في مصابهم لفقد سمو الشيخ صباح رحمه الله، بل لم يراع البعض حرمة أيام الحداد والعزاء للمغفور له بإذن الله، حيث بدأ التراشق الإعلامي والتطاول الشعبي على نجوم ومشاهير الكويت من دول الحصار ومن أصحاب العقول الصغيرة، بعد مراسم دفن سمو الشيخ صباح الصباح رحمه الله، وشكرهم لأمير قطر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني - حفظه الله - باعتباره الحاكم ورئيس الدولة الوحيد الذي حضر صلاة الجنازة في الكويت، وهي حقيقة باتت واضحة للجميع بوجود سيدي سمو الشيخ تميم بن حمد والوفد المرافق، ونقلت الكاميرات وصولهم للكويت وأداء صلاة الجنازة ومن ثم عودتهم سالمين، وما فعل ذلك إلا لإحساسه بقربه من الفقيد وتعظيماً لدوره في الوساطة الخليجية خلال السنوات الماضية، وتقديراً لمكانته العالمية، وليس ذلك بغريب على سموه فطالما حرص على أداء الواجب لعامة الشعب، فما بالك بأمير يحظى بحب العالم، وتفيض إنسانيته وحبه للجميع وتملأ ابتسامته الكون بشاشة رحمه الله، وقد عُرف الشعب الكويتي بمكارم الأخلاق و(السّنع)، وهو ما دفعهم صغاراً وكباراً لشكر سمو الشيخ تميم بن حمد على حرصه على الحضور والتواجد مع الأقارب من الدرجة الأولى، وبيان التأثر عليه، فما الغلط فيما فعله الكويتيون ليهاجموا بشراسة من شعوب دول الحصار؟! هل لهذه الدرجة تقلقهم قطر، لدرجة أنهم لا يتحملون مجرد ذكر اسمها في مواقع التواصل الاجتماعي؟!، هل هذا هو الوقت المناسب لمهاجمة الكويتيين وهم يعيشون الحزن أم إنهم كانوا ينتظرون فرصة يعبروا فيها عن غلّهم؟! هل يعتقدون أنهم يملكون النجوم والمشاهير فيتحكمون بحرية تعبيرهم عن حبهم لأي شخص ولأي دولة؟! هل يجب أن يعادي الجميع قطر ليحظوا بالمتابعة أو بالتأييد؟!. كان الأجدر بأصحاب العقول الصغيرة تعزية الكويتيين دون إقحام القضايا السياسية، والتي هي أكبر منهم، وإظهار محبتهم للكويت وأميرها الراحل وشعبها الحزين!. • يفترض أن الحزن على الميت يذيب الحواجز، ويقرب النفوس لما له من حُرمه، وللأسف ما لمسناه دليل على أن الأمل مات ودُفن مع الفقيد الشيخ صباح الأحمد الصباح رحمه الله. • عند موت أحدهم يُسرد تاريخه، أحدهم أفعاله المشرفة تجعل العالم يدعو له بالمغفرة ويترحم عليه في كل لحظة، وأحدهم تدعو أن يضيق عليه قبره وتتنفس الصعداء لموته وتستخسر فيه الرحمة!. • أعجبت ببعض نجوم الكويت الذين لم يسمحوا لمن كان بالتحكم في حريتهم في التعبير، وقد خلقوا أحراراً وفي دولة تحفظ حق التعبير للجميع، وكان الله في عون بعض (الخوافين) من خسارة متابعيهم!. ‏[email protected] ‏@amalabdulmallik