03 نوفمبر 2025
تسجيليحل عيد الأضحى المبارك وأمتنا المسلمة مازالت ترزح تحت نير الأزمات العميقة، والانقسامات الطائفية، والمذهبية، والحروب، والأنظمة الفاسدة، التي تعترض طريقها إلى النهضة المنشودة. يأتي العيد ومازالت قضية العرب والمسلمين الأولى فلسطين؛ تراوح مكانها دون أفق لحل المشكلة، فيما يمعن العدو الصهيوني في الغطرسة والإرهاب والعدوان على الشعب الفلسطيني، حيث يقف الدمار الذي خلفه العدوان الأخير على قطاع غزة، شاهداً على جرائم الإبادة التي يقوم بها الاحتلال وسط صمتٍ وتواطؤ دولي وإقليمي. وفي سوريا، يحل العيد وعدو آخر أقسى لكنه من بني جلدتنا؛ يستبيح أعراض النساء، ويقتل الأطفال دون أدنى شفقة أو إنسانية، في جريمة إنسانية عالمية بكل المعايير، على مدى أربع سنوات عجاف. وما يحدث في العراق ليس ببعيد عن سوريا، فكل يوم تتساقط أرواح البشر، ويشرد الآمنون من ديارهم!! تغذي ذلك حكومات أشاعت جواً غريباً على العراق من المذهبية المقيتة، فتفرق الناس هناك شيعاً وجماعاتٍ، ثم جاء إرهاب "الدولة الإسلامية" ليزيد الطين بلة. يأتي الأضحى والثورات العربية مازالت تبحث عن متنفس، ومساند، والعالم العربي بين مترصد، ومتحين للقضاء عليها، فمن تونس الخضراء ومحاولة إيجاد صيغة توافق ومرونة سياسية.. إلى ليبيا التي تعبث بها أيادي البعض، لتعيدها إلى عهود الاستبداد.. إلى مصر التي تعاني من الانقسام وعمليات الإقصاء بعد الانقلاب على ثورة 25 يناير. وإلى اليمن حيث الفتنة التي تكاد تعصف بوحدة البلاد واستقرارها، وتهدد بحرب أهلية جديدة، ومحاولة البعض إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، من خلال إشعال فتيل التوترات بين الأطراف المختلفة. إن هذا اليوم الذي يعبر عن وحدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، هو بالتأكيد مناسبة للأمة لكي تراجع مسارها، وتنبذ العوامل المؤدية إلى التشتت والتشرذم، وتعالج جذور الأزمات التي تحيط بها، وفي مقدمتها المذهبية والطائفية المقيتة، والتمسك بحبل الوحدة، والمبادىء، والفضائل، التي حث عليها الإسلام، باعتبارها بداية الطريق للخروج من هذا النفق المظلم، الذي تتخبط فيه الأمة.