12 سبتمبر 2025
تسجيلحياتنا كصفحات، لكل واحدة منها حق التباهى بكل ما يدور فيها وتحتضنه السطور؛ ليغدو الأهم الذى يستحق التناول والتداول، وما يستحق منا ذلك وفي هذا اليوم السعيد (أعاده الله علينا وعلى أمة محمد عليه الصلاة والسلام بألف خير) هو كيفية تعبئة هذه الصفحة بما يستحق أن يكون مما يستحق أن يكون من الأصل، والحق أن الحديث سيدور حول قضية أساسية لابد وأن نأخذها على محمل الجد، ألا وهى قضية (تصفية القلوب) التى تغلب عليها المشاعر السلبية، أي تلك التي لا تسمح للقلب بأن يكون على خير ما يرام فيدرك الخير الذى يجدر به ادراكه قبل أن يرحل عنه ويغيب؛ بسبب أحقاد قديمة لا حق لها بأن تكون، ولكنها تظل قائمة دون أن تسمح له بأن يعيش حياته بشكل طبيعى يسمح له بأن يمارس كل ما يريده فيها دون (تكلف)، متى ظهر له (فَقَدَ) الكثير مما يمكن بأن يجعل لحياته قيمة أكبر بالنسبة له. إن القلب الذى يقبل بتسليم زمام أموره لمشاعر سلبية لا يملك حق توقع أي خير يمكن بأن يكون له، فهو كتابع ذليل يظل يتبعها تلك المشاعر دون أن يتمكن من التصدى لها؛ كى تقف عند حدها؛ لذا سيظل يلهث خلفها حتى يصل لنهاية قبيحة نأمل بأن لا تكون له فهى تلك التى سينتهى معها وعلى يدها، دون أن يذكره الزمن، فى حين أنه كان من الممكن بأن يصل الى نهاية جميلة ستكون له متى قرر التصدى لتلك المشاعر دون أن يسمح لها بأن تكون وتتمادى أكثر، من خلال مواجهتها؛ بنية التخلص منها فى سبيل العودة الى الحقيقة الأولى التى خُلقنا معها والقلب كصفحة بيضاء نكتب عليها ما نريد من خير لابد له وأن يكون فهو ما يجدر بأن يكون لحياة أفضل بكثير. أيها الأحبة: اليوم هو يوم عيد لا يستحق منا الا كل خير ننادى به ونطالب؛ كى يكون لنا وللآخرين أيضاً ممن يستحقونه منا، وهو ما سيكون متى كانت النية، التى يجدر بنا عقدها، والحديث عن نية بث (السلام الداخلي)، الذى يجدر بنا ايجاده فينا؛ كى نتمكن من منحه ومن أخذه وفى المقابل بعد أن يدور وسط دائرة الحياة التى تجمعنا ببعضنا البعض. ان السلام الذى أتحدث عنه لن يكون لأى فرد منا حتى نُطهر القلوب، ونُخرج ما فيها من مشاعر سلبية وذلك بازاحة الجليد الذى يغطيها ويحرمنا من التواصل الواجب وقوعه فى يوم كهذا، يمكن بأن نستند اليه؛ كى تعود الحياة الى صوابها، وعليه فان ما نريده هو بث هذه الثقافة الجميلة التى ستجعل الحياة أجمل وأفضل باذن الله تعالى، والحق أن رغبة تحقيق ذلك قد حثتنا على تناول هذا الموضوع فى هذا اليوم؛ كى نخرج منه ونحن لا نحمل الا خالص الخير الذى يستحق بأن يكون على وجه الأرض، خاصة وأن بيننا من يعانى من غياب مشاعره عن وعيها حتى صار وحيداً لا قدرة له على التواصل مع الآخرين ممن يحبهم قلبه، ويحتاج الى التواصل معهم لكنه يعجز عن ذلك؛ بسببها مشاعره المُغيبة، التى تحتاج الى صفعة تُعيدها الى الواقع، والأمل بأن لا يحتاج القلب الى تلك الصفعة؛ كى يفعل ما يجدر به فعله فى هذا اليوم، الذى سيشهد منا هذا الموضوع الذى يقوم بكم ولكم ومن أجلكم، ونأمل بأن يُحقق النتيجة المرجوة منه. من همسات الزاوية صفحة العيد هى صفحتك، التى تُحدد بأى الكلمات ستُزينها، ووحدك أنت من يدرك ما يجدر به اختياره من كلمات ستحقق ذلك، دون أن تغفل حقيقة أن لقيمة الآخر فى قلبك قدرة على تغييرها تلك الكلمات لجعلها أفضل؛ لذا فكر بالآخر، والخير الذى كان منه من قبل (ان وصلت بك الأمور الى نهاية غير محمودة)، وتمسك بمناسبة العيد؛ كى تنطلق منها من جديد فتعود بما قد خسرته وما يمكن بأن تخسره بعد ذلك؛ لأنه وان كان كبيراً الا أنه لن يكون أكبر من خسارتك لنفسك فى يومٍ كهذا يجتمع فيها الأحباب، بينما ستظل أنت كما أنت وحيداً لا قيمة لوجودك وحدك حتى وان تظاهرت بأن الأمور على خير ما يرام. وأخيراً جرب بأن تتنازل قليلاً وبما يُنادى به المعقول، وستدرك وفى المقابل ما سيقابل جهودك على خير وجه؛ لتفلح باذن الله تعالى، وحتى حين نسأل الله لنا ولكم تقبل خير الطاعات، وكل عام ونحن بألف خير.