15 سبتمبر 2025
تسجيلفي قطر، رأس المال الحقيقي هو الإنسان، لذلك نحرص على الإستثمار فيه وبه ومن أجله. فهو الركيزة الرئيسية للتنمية الشاملة التي سِــرْنا في دروب تحقيق أهدافها طويلاً، ونستعد الآن لجني ثمارها: مدنيةً، وتَحَـضُّراً، وانضباطاً واعياً بالقانون، وتمسكاً بالروح الحضارية للإسلام الحنيف، والعروبة في شكلها الإنساني الرفيع. لا نخفي شيئاً لأننا اعتدنا العمل في وَضْـحِ النهار، وكان نَـهْـجُـنا الذي لا نحيد عنه هو التَّـمَـسُّكُ بأهداب العدل مع الجميع، والسَّـعيُ لتحقيق المنفعة للإنسان القطري، والشقيق العربي والمسلم، والأخِ في الإنسانية جمعاء. نعتب، ومن حقنا أن نعتب، على الإعلام العربي الذي لم يساند قطر في مواجهة الحملات الـمُغرضة، لأننا نعتبر إقامة مونديال 2022 م، في بلادنا الحبيبة، إنجازاً عربياً يُحْـسَبُ للإنسان العربي من المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي، ومن شمالي سورية إلى جنوبي اليمن. ومن دلتا النيل على المتوسط إلى جنوبي الصومال. أجل، إنه إنجازٌ يحق لكل عربي أن يفخرَ به. ورغم ذلك، يقف القطريون في المواجهة الإعلامية وحدهم. من جانب آخر، يجب الالتفات إلى اللجنة المسؤولة عن الإعداد للمونديال، وندعوها إلى إنشاءِ قناةٍ فضائيةٍ خاصةٍ بها تكون مخصصةً لإلقاء الضوء على المسيرة التنموية الشاملة التي تشهدها قطر بعامة، وما يتعلق منها بالجانب الرياضي بخاصة. وليس عذراً الاحتجاج بأنَّ مثل هذه القناة بحاجةٍ لرؤوس أموال، أو أنَّ تخصيصها للمونديال سيكون أمراً غير مؤثر لأنه سيقتصر على حَـدَثٍ بعينه. فالقيادة الحكيمة لم تألُ جهداً في توفير كل الإمكانات وتسخيرها لإنجاح المونديال، كما أنَّ القناة، في حال إنشائها، ستكون المنبر الذي نُحَـدِّثُ العالَـمَ عَـبْـرَهُ عن كل شؤون البلاد الرياضية والسياسية والاقتصادية والمجتمعية، لنستطيع أن نقول للجميع إننا مُـؤَهَّـلون على كلِّ الصُّـعُـدِ لاستضافة هذه المناسبة العالمية. علماً بأنَّها تستطيع خلال سنتين أن تُعَـوِّضَ تكاليف إنشائها، وتغطيَ تكاليف موظفيها وأعمال التجديد والصيانة فيها، من خلال الإعلانات التي ستُغْـرِقُـها بها الشركاتُ العالميةُ من الصين إلى الولايات المتحدة، وهي شركات تسعى لإيجاد موضع قدم لها في الشرق الأوسط كله. لم يعد الأمر مقصوراً على إقامة المونديال، وإنما تخطى ذلك ليصبح حملةً مُـنَـظَّـمَـةً ضد الإنسان العربي مُـمَـثَّلاً في الإنسان القطري. وآنَ الأوان أنْ نُحدِّثَ الآخرين عن فضائلنا بدلاً من الوقوف موقف الدفاع ورد الإساءات التي يُوَجِّهونها إلينا. وللحديث بقية.