نحو مصالحة عراقية حقيقية

تواصل دولة قطر مساعيها الحثيثة لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة وخاصة في مناطق الصراع الملتهبة من فلسطين وسوريا والعراق، انطلاقاً من سياستها الثابتة القائمة على تحقيق العدالة الناجزة بين كافة التيارات والطوائف عبر الحوار واحترام مطالب جميع الاطراف ودون إقصاء لأية مكون من المكونات. ومن هذا المنطلق حرصت دولة قطر على أن الحل في العراق لن يتحقق إلا بإرساء مبدأ العدالة بين جميع ابناء الشعب العراقي دون إقصاء قطاعات اجتماعية أصيلة كاملة، أو اتهامها بالإرهاب إذا طالبت بالمساواة والمشاركة في العملية السياسية. وتأتي المساعي الحثيثة لدولة قطر للتوصل لحل سياسي في العراق وتحقيق المصالحة دعما لهذه النظرة المتكاملة لوحدة أرض وشعب العراق، وجاءت ترجمتها عمليا أمس في استقبال معالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لرئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري والوفد المرافق، حيث كانت الزيارة فرصة لاستعراض العقبات التي تحول دون إرساء عملية ديمقراطية شاملة وتحقيق المصالحة بين طوائف الشعب العراقي الشقيق، ومن ثم اطلاق حوار الدوحة للمصالحة واستعادة دور العراق الرائد في القضايا العربية والإقليمية والدولية. ان عراق المستقبل بحاجة ماسة لمصالحة شاملة ورؤية سياسية تقوم على الحوار والدبلوماسية الهادئة، لتعزيز نقاط التوافق وحل مسائل الخلاف وانجاز اصلاحات جذرية تقضي على الارهاب والانقسام، وإذا كان البيت الداخلي العراقي فشل حتى الآن في صياغة هكذا مشروع؛ فإن الدبلوماسية القطرية وبما تملكه من وساطات ناجحة في عديد من الملفات والقضايا الإقليمية والعربية والدولية قادرة على تهيئة الاجواء للاطراف العراقية نحو انجاز مشروع مصالحة وطنية لعراق المستقبل يلبي طموحات أبنائه جميعا في القضاء على الفساد وتحقيق السلام الاجتماعي ومشاركة الجميع في بناء مستقبل هذا البلد العربي الشقيق.