16 سبتمبر 2025

تسجيل

ميثاق إسلامي عالمي

04 سبتمبر 2014

"داعش" يهدم بما يقدمه من سلوكيات لا تمت للإسلام بصلة القيم السمحة للدين التي أوصى بها الرسول، صلى الله عليه وسلم، حتى في أشد حالات الحرب. ولقد وصلت رحمة الرسول إلى الحيوان والجماد فقد اوصى المسلمين: لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا كبيرا فانيا ولا منعزلا بصومعة ولا تقربوا نخلا ولا تقطعوا شجرًا ولا تهدموا بناءً، ولا تذبحوا بعيرا ولا بقرة الا لمأكل ولا تغرقوا نحلا ولا تحرقوه، فأين ما تفعله "داعش" من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم.إن موقف دولة قطر تجاه هذه الأفعال التي لا تعبر عن صحيح الدين وتاريخ الإسلام السمح، هو موقف مبدئي وثابت. ولقد نددت دولة قطر من قبل "بأشد العبارات" بمقتل الصحافي الأميركي جيمس فولي ذبحا على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي وصفته بأنه "مجموعة إجرامية"، كما استنكرت "الجريمة البشعة" واعتبرتها عملا اجراميا يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي السمحة ومع القيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية، وهو نفسه موقفها الإنساني اليوم من ذبح ستيفن سوتلوف بغض النظر عن كونه أمريكيا أو بريطانيا أو أي جنسية كان.إن إقدام تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على إعدام أي برئ لا يمثل فقط وحشية ضد القوانين والأعراف الدولية، بل إنه نقض لقيم الإسلام الحنيف الذي جعل حياة الإنسان مصونة بأكثر من سياج، خاصة المدنيين المسالمين، وأعلى في المقابل قيم التعارف والتراحم بين الإنسانية جميعا.إقدام "داعش" على إعدام صحفي اميركي جديد، ستيفن سوتلوف، يمثل خطيئة دينية وإنسانية وسياسية، لن تفيد في شيء سوى مزيد من التشويه للمسلمين في الشرق والغرب، وتعطي سلاحا جديدا لتبرير العدوان على العرب والمسلمين بهذه التصرفات الحمقاء.إن على الدول الإسلامية أن تبادر إلى وضع قيم الإسلام في ميثاق عالمي تلزم جميع دول منظمة التعاون الإسلامي، لتقدم للعالم إسلاما مشرقا ومعاصرا قائما على الحب والتراحم والحوار بعيدا عن التشدد والتعصب. وعلى الدول الاسلامية ايضا، الاستعداد للوقوف صفا واحدا تجاه مثل هذه التصرفات الإجرامية التي تخرج عن الأعراف الدينية والدولية والإنسانية.