18 سبتمبر 2025

تسجيل

أنديتُنا.. بين البقاءُ داخل الأسوارِ والخروجُ إلى الـمجتمعِ

04 سبتمبر 2014

الخطواتُ الثابتةُ، ولو كانتْ قصيرةً بطيئةً، هي الأصلحُ لإحداثِ التغييرِ الـمنشودِ في رؤى وتَوجُّهاتِ الأفرادِ والجماعاتِ بما يضمنُ إعدادَ الـمجتمعِ للانتقالِ إلى الحداثةِ والطَّورِ الـمدنيِّ الـمُؤسَّسِيِّ في مسيرةِ بلادِنا نحو النهضةِ الشاملةِ والتي تُعتَـبَـرُ الرياضةُ إحدى ركائزِها الرئيسة. خروجُ الأنديةِ من أسوارِ مبانيها إلى الـمجتمعِ، مؤسساتٍ و أفراداً، لم نجدْ تطبيقاً عملياً ناجحاً لها إلا في ناديَيْ السدِّ والأهلي. فالسدُّ يقومُ بدورٍ عظيمٍ في جانبِ التأسيسِ لترسيخِ مفاهيم الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، والأهلي يمارسُ دوراً غيرَ مسبوقٍ في جَعْلِ النادي داراً لفئاتِ الـمجتمعِ الـمختلفةِ عبر نشاطاتِهِ العامةِ. و رغم الدعواتِ للاستفادةِ من التجربتينِ فإنَّ الأنديةَ الأخرى لم تفعل شيئاً ملموساً على مستوى الـمجتمعِ. بصراحةٍ مطلقةٍ، لم يكن أحدٌ يتوقَّعُ قيام نادٍ رياضيٍّ بدورٍ لا تقومُ به إلا مراكزُ الأبحاثِ الـمُتخصِّصةِ بإجراءِ الدراساتِ وتحليلِ نتائجها وتطبيقِها عملياً على مستوياتٍ مختلفةٍ في الـمجتمعِ ، كما فعل نادي السد عندما اضطلعَ بدورٍ كبيرٍ في إعدادِ البحوثِ حول الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، ثم الخروجِ إلى الجسمِ التربويِّ للتطبيقِ العمليِّ، مما جعلَ من النادي مرجعاً في هذا الـمجالِ الهامِّ، وأعطاهُ مجالاً أوسعَ لتثبيتِ مكانتِـهِ الجماهيريةِ. أما النادي الأهلي، فهو طائرُ الفينيقِ محلياً. هذا الطائرُ الذي تخبرنا الأساطيرُ أنَّهُ يُبعثُ حياً بعد احتراقِـهِ وتَحَـوُّلِـهِ إلى رمادٍ. فخلال الـموسم الـماضي، لم يكتفِ الأهلي بالعودةِ إلى الساحةِ الكرويةِ كمنافسٍ قويٍّ ذي حضورٍ وتأثيرٍ، ولكنه أضافَ بهاءً لعودتِهِ عندما خرجَ إلى الـمجتمعِ بنشاطاتٍ جذبتْ إليه جمهوراً أُضيفَ لجمهورِهِ الكبيرِ، فصار مرجعاً في التخطيطِ الرياضيِّ الاجتماعيِّ في بلادِنا. نتمنى على الـمسؤولينَ في الناديينِ الكبيرينِ الاستمرارَ في نهجِـهِـما البَـنَّاءِ وبزخمٍ أقوى، لأنهما يُسهمانِ في تقويةِ الركيزةِ الرياضيةِ الاجتماعيةِ للنهضةِ الشاملةِ في بلادِنا. وندعو الأنديةَ الأخرى للخروجِ من أسوارِ قلاعِها والـمساهمةِ في تنميةِ الـمجتمعِ. كلمةٌ أخيرةٌ :بناءُ الأوطانِ وإعلاءِ صُروحِـها يبدآنِ بفكرةٍ ورؤيةٍ تَسندهُما إرادةٌ قويةٌ وإدراكٌ سليمٌ.