14 سبتمبر 2025
تسجيلهل كل ما يقال عن ثورات "الربيع العربي" صحيحا؟ الكتاب الأخير للصحفي البريطاني، المتخصص في الشرق الأوسط، جون آر. برادلي، (ما بعد الربيع العربي) يزعم أنها لم تندلع مطلقاً من أجل الحرية والديمقراطية، وإنما لأسباب مختلفة تماما، والدليل على ذلك هو أن المؤمنين بالحرية والديمقراطية لن يحكموا تلك الدول في نهاية الأمر، وإنما سيكون مصيرها هو حكم الراديكاليين والمتشددين الذين سيعتلون السلطة فيها ويمارسون استبداداً أشد وطأة، كما حدث في إيران. شهرة الكاتب استمدت من أنه كان من أوائل من تنبؤا بكل جرأة بالثورة في مصر ضد مبارك ومن دكتاتورية بن علي قبل قيام ثورة الياسمين في تونس. كتاب يسلط الضوء على المرحلة التي أعقبت الثورات في العالم العربي ومدى الانتشار الدراماتيكي للأيديولوجية الدينية وأوجه التنافس بين القبائل، والانقسامات بين السنة والشيعة. ويتناول الفتنة الطائفية القديمة والحرب الأهلية الضارية بين القبائل في كل من ليبيا واليمن، والانقسامات العرقية التي تهدد بتمزيق سوريا وإيران. هل نلوم "الربيع العربي" إذا تم اختطافه وتجيريه لخدمة أجندات مختلفة، يشير المستعرب الروسي الدكتور فلاديمير أحمدوف، إلى أن السبب الرئيسي لكل الثورات العربية هو سعي الشعوب العربية بما فيها جزء من النخب العربية إلى "التحرر" من قبضة التبعية الخارجية والحصول على استقلالية في حل المشاكل الداخلية والحياة الإقليمية. قد جرب العرب هذه المساعي أكثر من مرة لكن انتهت تلك الانتفاضات والحركات الشعبية بالفشل مرة تلو الأخرى وتبع ذلك حكم خارجي تحت مسميات "متحضرة" لكن مضمونها يكرس الاستحواذ على مقدرات الشعوب العربية وثرواتها الوطنية. ويقول: إن اليوم، نشهد في ظاهرة "الربيع العربي" محاولة جديدة ولكنها تحمل ـ سواء أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا ـ طابعا شعبيا ودينيا. وانطلاقا من ذلك نجد أن التوافق الحالي بين سياسة الغرب وروسيا وكذلك إيران والصين تجاه الثورة السورية، مع مراعاة الفوارق الشكلية في مواقفهم، تؤكد مرة أخرى على أن "الربيع العربي" لم يتمناه أحد منهم وكذلك الثورة السورية ليس فقط لم ينتظروها وإنما أرعبتهم جميعا!