10 سبتمبر 2025
تسجيليبدو أن مشاهير برامج التواصل الاجتماعي أصبحوا مادة إعلامية مؤثرة في المجتمع، بنواحيهم السلبية والإيجابية، ولكن للأسف ما نراه أن نسبة ظهور الفئة التي تقدم الجانب السلبي هي المنتشرة في جميع برامج السوشيال ميديا، وهذا بمثابة دق ناقوس الخطر على المجتمع بتأثيراته على البالغين والمراهقين بشكل خاص!. فقد أصبح الكثير من المراهقين لا يرون المستقبل كما هو في سالف العهود، بالسعي إلى الشهادة العلمية والشهادات العليا والمستقبل الوظيفي المرموق، ولكن تحول هذا الأمر الى التطلع إلى مستقبل مختلف، وهو الرغبة في أن يكونوا مشاهير سوشيال ميديا ظناً منهم بأن هذه "الوظيفة" الوهمية هي وظيفة دائمة!. والسبب لذلك واضح وهو ما يرونه من تصوير المشاهير لحياتهم الفارهة والتجوال ما بين مُدن العالم والسعادة التي يرسمونها أمام شاشات الهاتف وسهولة جني الأموال!. وإن أتينا الى الواقع فسنجد أن كثيراً من هؤلاء المشاهير هم على غير واقعهم الذي يمثلونه! وكثير من الخطابات المشاهيرية الرنانة ليست إلا مجرد أوهام وتمثيل على غير واقع!. فهذه المشهورة تدعي التربية السليمة والديمقراطية أمام الشاشة لأبنائها، وتبين عكس ذلك بعد فيديو مُسرب وكمية الشتم الذي تواجد به!. أخرى قامت بإعلان لمنتج وتبين لاحقاً الغش في هذا المنتج وعدم جدواه!. وهناك من تبتاع قطعة من موقع بقيمة وتبيعها على موقعها كمنتج خاص بها بأضعاف سعرها الأصلي!. وتلك تبتاع مُنتجا من أُخرى وتقوم بنزع الشعار وتضع شعارها عليه!. وكثير منهم روجوا لمستحضرات طبية للتخسيس وبأنهم استفادوا من هذا المنتج شخصياً وتبين لاحقاً بطلان ما ذكروه!. وتم التحذير من منظمة الصحة العالمية وبعض وزارات الصحة من هذه المنتجات وتأثيرها على صحة الإنسان!. وتبين ان الكثير من المشاهير مما يرتدون ما غلى ثمنه ما هو إلا ماركات مُقلدة!. وكثير مما يمتلكونه من سيارات فارهة ما هي إلا استئجار للتصوير والتباهي أمام الشاشة!. فهنا يتبين أن هذه الشخصيات هي شخصيات مُخادعة وهدفها يكمُن في زيادة عدد المتابعين فيترتب عليه زيادة في تحصيل الإعلانات والنتيجة تضخم أرصدتهم البنكية!. وبالمقابل نرى هُناك الجانب الإيجابي وهم من يستحقون أن يُلقبوا بمشاهير السوشيال ميديا، لما يقدمونه للمجتمعات من فائدة علمية وطبية ودينية الى الثقافة العامة، وهم في الوقت ذاته أصحاب شهادات ووظائف مرموقة، فدمجوا التحصيل العلمي والإسهام في خدمة مجتمعاتهم وظيفياً وإعلامياً على مواقع التواصل الاجتماعي. فرأينا كثيراً منهم شاركوا في حملات لمساعدة الفقراء خارج الدولة، ومنهم من ساهم في الدعوة الى الخدمة المجتمعية كتنظيف الشواطئ وغيرها. فما يجب على العائلات هو الحرص على أبنائهم، والقيام بدور الناصحين لأبنائهم، لكي لا يقعوا في مصيدة الحياة الكمالية التي يقوم المشاهير باختلاقها!. ودورنا لا يجب أن يكون من خلال المنع، ولكن التوجيه والوعي، وتشجيع الأبناء على مواصلة دراستهم العلمية وتحقيق أحلامهم التي تخدمهم وتخدم مجتمعاتهم، ومن ثم لا ضير أن نشجعهم بأن يصبحوا مشاهير سوشيال ميديا مؤثرين، وتقديمهم النصح لمجتمعاتهم والتحدث عن تجاربهم لكي يستفيد الجميع منهم. وأيضاً يجب علينا نشر الوعي للفئة العمرية الأكبر، في عدم ترك أثر ما يشاهدونه من مشاهد المشاهير من الفئة السلبية، وسيطرة الرغبة في التشبه بهم، مما يؤدي إلى ضغوط مادية على الأسرة، وحدوث الخلل فيها، ويجب تقديم النصح لمتابعة كل ما هو مفيد، وكل ما هو مساعد في بناء مجتمعات صحية، والعمل على زيادة الترابط الأسري والتوجيهات التي تساعد على تربية الأبناء في حياة أسرية مستقرة. فالسعادة الحقيقية ليست كما نراها في الظاهر، ولكنها تكمن في الحقيقة بداخل الأشخاص، وذلك بالقبول والرضا بما قسمه الله عز وجل له، والقناعة بتلك القسمة، وبها تكون اغنى الناس وأسعدهم. وكُن معطاء فالعطاء يجلب السعادة ولا تكن متملكاً فالتملك ليس طريقاً للسعادة. وأخيراً عالم السوشيال ميديا عالم خفي وليس كُل ما يُعرض على شاشته هو واقع!. فلنجعل الوعي حاضراً، ولنعمل على أخذ الفائدة، وحث الأبناء على أن يكونوا أصحاب قمم، وأن يعمروا الأرض بعلمهم، وأن يكون شعارهم نحن في القمة ننشر الفائدة والعطاء. تويتر bosuod@