21 سبتمبر 2025

تسجيل

تسييس الحج.. لن تخفيه حملات التزييف

04 أغسطس 2018

لا تتورع الرياض عن استغلال شعيرة الحج وإقحامها في الخلافات السياسية مع الدول الأخرى، ولذلك استخدمت الذرائع الواهية التي لا تقنع أحداً لمنع الحجاج القطريين من أداء الفريضة الخامسة.    وفي ذلك تكون السعودية قد ضربت بكل القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة وأخلاق العروبة وثقافة الكرم وحسن استقبال الضيف عرض الحائط، الأمر الذي أصاب العالم الإسلامي بالدهشة، وهو يتابع التصرف المريب الذي سلكته السعودية وهي تخلط أوراق السياسة بأداء الركن الخامس.  لم تكتفِ الرياض بمنع الحجاج القطريين من أداء فريضة الحج، بل حرصت على تحويل المناسبة إلى افتراء على قطر، من خلال وسائلها الإعلامية، وهي بذلك قد سيست الحج وجعلته وسيلة للابتزاز وتحقيق أغراض سياسية. لقد أثارت تلك الخطوة السعودية استياء العالم الإسلامي، وفتحت على الرياض أبواب الانتقادات، فانتفضت منظمات إسلامية ضد انتهاكات المملكة خلال مواسم الحج، ليس انتصاراً لقطر ولكن لبقية العالم الإسلامي الذي قاسى مواطنوه من تلك الحماقات السعودية في إدارتها للحرمين الشريفين. إن منع أي شخص لمجرد انتمائه إلى دولة تختلف مع المملكة في سياستها دون ارتكاب أي مخالفة؛ يعد تسييسا للحج، وهو داخل في منع عباد الرحمن بيوت الله، وقد تحول هذا التصرف السعودي إلى موضع إدانة شاملة من المنظمات الدولية والحقوقية العالمية. ولن تستطيع كل الحملات الإعلامية المأجورة لقلب الحقائق وتزييفها إقناع الرأي العام العالمي بأن السعودية حولت الحج إلى ورقة ضغط للابتزاز السياسي.