11 سبتمبر 2025

تسجيل

الحديث عن التقدير

04 أغسطس 2015

الفرد جزء من منظومة كبيرة جداً، له دوره الذي يُسند إليه ويُحدد درجة تميزه كل ما يكون منه من أداء، سيخلق له قيمة سيدركها بشكل جيد ولن يتمكن سواه من معرفة تلك القيمة حتى يغيب صاحبها، يترك مكانه خالياً، ويبتعد عن كل تلك المهام الصغيرة التي كان يتحمل مسؤوليتها وحده؛ لتتراكم على رفوف الانتظار دون أن تجد من يهتم ويعتني بها من بعده كما يجب؛ ليحدث ذاك الخلل الذي سيهدد أمن وأمان المنظومة، وإن بدا صغيراً جداً في بادئ الأمر، ولكنه وإن استمر فسيتضاعف حجم التهديد أكثر وأكثر حتى يحدث ما يضر ولا يسر (لا قدر الله ذلك)، وهو كل ما يجدر بنا تجنب الوقوع فيه وبأي شكل من الأشكال، التي تستحق منا السعي إليها؛ كي تكون، ويبقى السؤال الذي يستحق منا إجابة شافية: وما هي تلك الأشكال، التي ستحقق ذلك؟ كي نُجيب عن ذاك السؤال الذي ذكرته آنفاً، فلابد وأن ندرك التالي ألا وهو: أن الحياة لا تعتمد على اهتمام كل فرد فيها بما عليه من مهام فقط، ولكن على مساعدة الآخر له بل ومساندته على تحقيق ذلك، ببذل الاهتمام الكافي به، وتقدير جهوده كما يجب دون أن يُقلل من شأنه أياً كان حجمه، خاصة وأن للتقدير دوره الجلي في رفع الروح المعنوية التي يحتاج إليها الفرد منا؛ كي يُعطي أفضل ما لديه، وهو ما يمكن أن يُقدم له بشكل مادي أو معنوي سيفرح معها القلب وسيحرص على مضاعفة جهوده أكثر فيكون المُراد، في حين أن غياب ذاك التقدير وحضور عنصر الاستخفاف كبديل له سيُعرض كل الجهود المبذولة للانكماش، الذي ستغيب معه تماماً دون أن يتبقى منها سوى لافتة صغيرة سيُكتب على ظهرها (كان هنا)، والحق أن الوقوف على رأس تلك اللافتة لن يكون مُجدياً، ولن يعود بفائدة تُذكر، ولكنه سيكون مضيعة حقيقية للوقت، الذي كان من الممكن أن نُوجهه نحو الأفضل ببذل القليل من التقدير الذي يُعد شكلاً من تلك الأشكال التي تحدثت عنها وأشرت إلى أنها ستُجنبنا التعرض لكل ما يضر ولا يسر. وماذا بعد؟ (نعم) للتقدير دوره الكبير في التأثير على الآخرين؛ كي يتمسكوا بما عليهم من مهام، ويبذلوا أفضل ما لديهم في سبيل الخروج بالأفضل، ولكن وكي يكون (والحديث عن التقدير) على خير وجه، فلابد من الخضوع للعبة تبادل الأدوار، وهي لعبة افتراضية يفترض فيها الفرد منا أنه ذاك الآخر، فيبحث عن الأشياء التي يحلم بها ويرغب بأن تكون له، ومن ثم يدونها؛ كي يفكر بها وبشكل جدي، فإن وجدها قادرة على إحداث المطلوب، بادر بشيء منها من أجل الآخر، الذي سيتأثر دون شك بل وسيرحب بما سيُقدم له، والحق أن تحقيق ذلك سيُمهد للتقدير الذي ما أن يكون حتى تتحسن من بعده الأوضاع وبشكل جيد، ما أن نشعر به ونلامسه على أرض الواقع حتى نصبح على ثقة تامة من أننا قد بلغنا تلك المرحلة التي تُبشر بغدٍ أفضل وبإذن الله تعالى. من القلب وإليه حتى وإن لم تشعر بوجود من يقدر عملك، حتى وإن امتد إليك الفشل ولبعضٍ من الوقت، حتى وإن تمكن منك الحزن على تلك اللحظات التي تحوم من حولك؛ لغياب من يدرك حقيقة ما تقوم به وتقدمه فعلاً، فلا تنزعج ولكن تابع مهامك على خير وجه، ويكفي أن تثق بقدراتك، وتوجهها نحو المسار الصحيح؛ متجاوزاً كل تلك الإحباطات التي تطل عليك بين الحين والآخر؛ كي تحط من قدرك، فإن فعلت ومنحت ذاتك الثقة التي تستحقها، فلاشك أنك ستحظى بثقة الآخر ومن ثم تقديره، الذي سيرفع من قيمتك أكثر، والأمل بأن يكون لك ذلك؛ لذا وحتى يكون فعلاً نسأل الله التوفيق للجميع (اللهم آمين). ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]