16 سبتمبر 2025

تسجيل

جرائم إسرائيل وازدواجية المعايير

04 أغسطس 2014

يشكل قصف اسرائيل لاحدى مدارس" الانروا" في رفح التي امتلات بالاطفال والنساء من الفارين من همجية قوات الاحتلال بالامس جريمة حرب جديدة مكتملة الاركان وقرائنها واضحة وضوح الشمس؛ تضاف إلى قائمة جرائمها ضد الانسانية التي تمارسها بكل وحشية لليوم السابع والعشرين على التوالي بحق الابرياء في غزة. وهي جريمة اخرجت بشاعتها واشنطن اقرب حلفاء تل ابيب عن صمتها؛ وكذلك الامم المتحدة اللتين راحتا تنددان بها؛ فقد تابعنا الناطقة باسم الخارجية الاميركية تعلق على تلك الجريمة في بيان قائلة: «إن الولايات المتحدة روعت للقصف المشين لمدرسة تابعة للاونروا» مضيفة "نشدد من جديد على ضرورة ان تفعل اسرائيل اكثر لاحترام المعايير التي وضعتها هي، وتجنب سقوط ضحايا ابرياء". كما أدان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بشدة القصف واصفا اياه بـ "العمل الإجرامي".وقال في بيان تلاه الناطق باسمه: "إن هذا القصف الذي يشكل انتهاكا فاضحا جديدا للقانون الإنساني الدولي، هو فضيحة من الناحية الأخلاقية وعمل إجرامي".وامام تلك المجازر والجرائم التي ترتكبها اسرائيل ضد الانسانية بكل برود ووحشية؛ يصبح الكلام لا قيمة له على الاطلاق؛ ما لم يقترن بأفعال وتحركات فاعلة لوقف جنون آلة الحرب الاسرائيلية؛ وردع حكام تل ابيب الذين يجعلون من حين لآخر ارواح ودماء الشعب الفلسطيني وقود معاركهم السياسية وحملاتهم الانتخابية!المجتمع الدولي مطالب بأن يتحرر من حالة "الشيزوفرينيا" المزمنة التي يعيشها منذ عقود حيال قضايانا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية؛ فلا يعقل ان ينتفض هذا المجتمع ويقيم الدنيا ولا يقعدها قبل الحرب على غزة على مجرد اختفاء ثلاثة مستوطنين؛ مثلما فعل من قبل على الجندي الاسير جلعاد شاليط؛ بينما يغرق في الصمت على مجازر وجرائم حرب يندى لها الجبين ترتكب يوميا بحق الفلسطينيين؛ استمرارا لحالة الصمت والتآمر على وطن بأكمله سرقته اسرائيل وخطفت شعبه بأكمله منذ سبعين عاما!لم يسئ إلى القضية الفلسطينية ويضيعها بين اروقة المنظمات الدولية سوى سياسة "الكيل بمكيالين" المقيتة التي ينتهجها الغرب وخاصة الادارات الامريكية المتعاقبةعلى مدى عقود؛ مؤيدة لانتهاكات اسرائيل ومدافعة عن مذابحها تارة وملوحة "بالفيتو" تارة اخرى؛ لإجهاض اى مشروع قرار اممي يدينها؛ حتى جعلوا منها دولة فوق القانون؛ فكانت النتيجة انها اهانت القانون والمجتمع الدوليين!العالم الحر ومعه الامم المتحدة مسؤولان "اخلاقيا وقانونيا" عن تقديم جنرالات وقادة اسرائيل إلى محكمة جرائم الحرب على ما ارتكبوه على مدى اربعة اسابيع في غزة وغيرها من قبل؛ وهي جرائم لن تسقط بالتقادم فهي موثقة وادلتها شاهدة وقرائنها تسد عين الشمس!