29 أكتوبر 2025
تسجيل• قاموا بما لا يجرأون على فعله مع الأعداء ضد الأصدقاء!• قطر لم تقم بإتخاذ إجراءات لإدراكها مدى وعي الشعب ونضجه• سفير يُضمر الحقد والكره لا لسبب واضح وإنما لحقد فاضح!• دول ذات سيادة تضع رأسها بشبكة الجزيرة!• شكراً دول الحصار أكدتم ما هو معلوم لنا ولم يكن معلوماً لكم انتهت المدة التي أعلنتها دول الحصار يوم أمس، وتم تمديدها لمدة 48 ساعة بطلب من أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ صباح الأحمد آل صباح حفظه الله، مع وصول الرد القطري يوم أمس، وقد تم إعلان اجتماع لدول الحصار بطلب من وزير الخارجية المصري يوم الأربعاء القادم للتشاور حول الأزمة الخليجية في القاهرة، المطعّمة بالنكهة المصرية، وربما سيتشاورون حول ما بعد الإحراج الذي تعرضوا له على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية، لأن جميع تحركاتهم باءت بالفشل، وليس أدل على ذلك من محاولاتهم تدويل الأزمة، ومحاولة تهميش الوساطة الكويتية، وتأخرهم في تقديم طلباتهم أو شكاواهم، والتي قيل لهم في الدول الغربية عليكم بتقديمها للوسيط الذي نثق به ونسانده جميعا، طبعا الموقف القطري كان واضحا منذ البداية حول قبول الوساطة الكويتية، وذلك لعدة أسباب منها: أولا: لما يتمتع به أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد حفظه الله من خبرة وحنكة سياسية، وهو الذي قام بحل أوّل معضلة خطيرة تمر على دول مجلس التعاون، وكانت تُنذر بما لا يُحمد عقباه، لولا وساطة أمير الكويت في قضية خلية التجسس الإماراتية في سلطنة عُمان ومحاولة عمل انقلاب هناك، لكن تم كشف الخلية وبوساطة الشيخ صباح وحكمة السلطان قابوس تم حل الموضوع مع أخذ جميع ما يتطلبه العمل اللازم من عدم تكرار ذلك، ولكن للأسف تتكرر من وقت لآخر في دول أخرى، وتجد المتهم الأول هنا وهناك واحداً!! ثانيا: لقناعة دولة قطر بحرص سمو أمير دولة الكويت كما هو الحال لدى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله على سلامة كيان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واستمراريته خدمة لقضاياه في المنطقة والعالم، وتكاملا بين حكوماته وتقاربا أيضا بين شعوبه التي يجمعها نسيج واحد. ثالثا: حتى لا يُلقى باللوم على دولة قطر في عدم تجاوبها مع الأزمة المفتعلة، والتي أعلنت وما زالت تدعو للحوار والتفاهم وتقديم الأدلة المساندة للادعاءات التي ذكروها في قائمة 13 مطلبا، وحتى تكون الأمور واضحة للجميع على دور كل جهة في حلحلة هذه الأزمة أو تفاقمها. وهناك الكثير من الاعتبارات الأخرى، لكن للحديث عن الأزمة المفتعلة، يجب أن نضع الإصبع على الجرح حتى يتماثل للشفاء إن أرادوا عودة اللحمة والألفة بين الدول وشعوب المنطقة، لماذا يتم إدخال الشعوب في الأزمات التي لا تعلم بها، ولا دخل لها فيها، لأن المتعارف عليه في دول الحصار أنها دائما ما تسعى لتغييب شعوبها وتشتيت انتباهها إلى أمور أخرى، حتى لا يكون لها رأي واضح وصريح في أي أمر يتم في دولهم ويتعلّق بحكوماتهم ومستقبلهم، وعندما تكون هناك أزمة يحاولون إشراكها وإدخالها فيها لا لهدف سوى أن ينتشر الهرج والمرج بين المواطنين والمقيمين في دولهم، وهم يعتقدون بأنهم سيكونون عاملا ومحرّكا مهما في الأزمة، للأسف ان هناك من حول القيادة من تأثروا بالأفلام القديمة وبحياة الستينيات والسبعينيات، واعتقدوا أن نفس العقول التي كانت متواجدة راسخة وباقية على نفس التفكير في القرن الحادي والعشرين!؟ تطوروا في الملبس والمأكل والمشرب والبناءات الشاهقة والبنية التحتية وإقامة المجمعات والفعاليات... إلا أنهم يريدون شعوبا بنفس العقليات القديمة التي تبقى كما هي؛ لماذا إذا أقمتم المدارس والجامعات والمراكز البحثية؟ وتريدون من شعوبكم أن يكونوا معكم فيما لا يمكن أن يقبل به عقل، وإن كانت الأمور تسير بما ترتضون لماذا تُدخلون الشعوب فيما لا تعرف ولا ترضى به أو تريده، عندما تصلح العلاقات الدبلوماسية إن عاجلا أو آجلا فإن ما أفسدتموه بين الشعوب جرح غائر في القلوب، لا يمكن تجاوزه في فترة قصيرة، لأنكم لامستم ما يكرهون من قطع الأرحام في شهر الصيام، لأنكم آذيتموهم باختلاق القصص والأكاذيب، لأنكم قمتم بما لا تجرأون على فعله مع الأعداء فكيف بالأصدقاء ولن أقول الأشقاء!! وإن كنتم تعتقدون أن الألم الذي أتحدث عنه بعيد عنكم وسيكون لدولة قطر وقيادتها وشعبها، فأنتم واهمون واهمون لسبب واحد وبسيط، لأن دولة قطر تهتم بمواطنيها ولهم الحرّية فيما يقولون ويقبلون، ولم تفرض عليهم الدولة قوانين تمنعهم من متابعة قنواتكم أو وسائلكم الإعلامية أو مواقعكم الإلكترونية، لأنها تُدرك مدى وعي الشعب ونضجه وحسن اختياره وعمله، أما دولكم فقد قاموا بمحاربتهم وإرعابهم وفرض غرامة وسجن حال متابعة قناة الجزيرة! هذا هو الفرق الذي قلب الطاولة وأصبحت الكفّة لصالح قطر وسياستها، فخدمتمونا دون أن تدروا، ولكنها سنّة الحياة ولا يُحيق المكر السيئ إلا بأهله، كما أن الشعوب في جميع الدول لديها من العلم والمجالات المتعددة لنهل الأخبار التي يثقون بها ويُمكن أن تُرشدهم إلى الحقيقة التي تحاولون إخفاءها عنهم، فلا تعتقدوا أن الجيوش الإلكترونية التي قمتم بتجييشها، وهي واضحة ومعروفة لدى كل ذي عقل يمكن أن تكون الوجه الحقيقي لمزاعمكم وافتراءاتكم، وليس أدل من المستوى البذيء واللغة المستخدمة لديهم إلا أنهم من جيوشكم الإلكترونية، ولكن كما هو معروف بأن الكذب حبله قصير والغباء ليست له حدود، فيأبى الله إلا أن يكشفهم ويفضحهم، وإن كان عددهم بالمئات أو الآلاف فتأكدوا أنهم لا يُمثّلون إلا أنفسهم دون غيرهم، وأن بقية الشعب واع ومُدرك لكل ما يدور من حولهم، حتى أصحاب الأسماء المعروفة الذين تغيّروا بين عشيّة وضحاها فُضح أمرهم وانكشف سترهم، وسوف تنسونهم أنتم قبل أن ينساهم الآخرون، حتى بعض الأسماء الرسمية التي سعت وحاولت تشويه صورة قطر انكشف أمرها وليس آخرهم ما يقوم به سفير دولة من المفترض أنه عربي مسلم شقيق، والده عاش وترعرع ونشأ في قطر، قامت بتعليمه وتثقيفه وتأسيسه بما يليق به أن يكون، وبعدها يذهب للعيش في دولة شقيقة، وهو يحمل كل الحب والتقدير والوفاء والاحترام لدولة المنشأ، الذي لن ينساه في حياته ما دام له عرق ينبض، ويكون له ولد يُضمر الحقد والكره لا لسبب واضح وإنما لحقد فاضح!! ماذا يُمكن أن نُسمي ذلك!؟ غيرة لا تكون إلا للنساء، فالحقد لا يكون إلا للضعفاء، والحسد لا يكون إلا للجبناء... لكن إذا لم يكن للفتى خير في أبيه وأهله وأصحاب المعروف فماذا يمكن أن تترجى منه!!.جميع تحركات دول الحصار باءت بالفشل الذريع، وما قامت به دولة قطر من جهود جبّارة على كل المستويات والأصعدة أصابهم بارتباك واضح لا يمكن أن تُخطئه العين، انظروا إلى السيد عادل الجبير وزير خارجية السعودية وهو يتحدث مع نظيره الألماني كيف كان يتكلم وكأن الحروف غاصت في بطنه والكلمات تحجرت في فمه، كيف لا وهو الذي كان يتحدث بطلاقة وفصاحة، نعم ولكن كانت الفصاحة والطلاقة عندما كان يتحدث بالمنطق وقوّة الحق والحجة، لكن عندما فقد قوّة الحق والمنطق ارتبك فكان ما كان، وبالمقارنة انظروا إلى سعادة وزير خارجية دولة قطر كيف كان حضوره طاغيا وفصاحته حاضرة لوجود الحجة والمنطق وقول الحق، انظروا إلى من وقف معهم في الحصار والمقاطعة من دول تم استغلال وضعها المادي والمزري، وانظروا إلى الدول ذات السيادة والقوّة والحضارة والتقدم التي وقفت معنا، لا نحتاج لذكرهم فالجميع يعرف ويعي، لدرجة أن مطالبهم تم وصفها دوليا بأنها غير واقعية ولا منطقية، ولولا الخجل لقالوا إن من كتبها كان غارقا في نومه بعد سهرة قضاها في فرح وسرور ولا علاقة له لا من قريب أو بعيد بالعمل الدبلوماسي أو لا يفقه في القانون الدولي أي شيء يُذكر.يكفينا صوت الحق ودويّه في العالم وبين الشعوب الشقيقة والصديقة، والله إنهم دفعوا الملايين لشركات علاقات عامة وحملات للترويج لأنفسهم، ولم يجنوا ولو واحدا في المائة من المرجو، لكنهم خدموا دولة قطر دون أن يشعروا، ولو كانوا يعلمون ذلك لما أقدموا على الحصار، بحملة عالمية تساند وتقف مع الحق وأهله في قطر وقيادتها وشعبها، والأمر بكل سهولة لتناقضهم، يريدون من قطر قطع علاقاتها مع إيران وهي الجارة وهناك مصالح مشتركة معها، كما أن نسبة التبادل التجاري بينهما لا تذكر، ويغضّون الطرف عن الإمارات التي يُقدّر تبادلها التجاري مع إيران ما يربو على ستة عشر مليار دولار، ويقطنها مليون إيراني تقريبا وآلاف الشركات الإيرانية التي يعود بعضها للحرس الثوري الإيراني التي قالوا إنهم في قطر، يريدون تشويه الحقائق وقلب الأمور لكن على أنفسهم، حتى السعودية تم التفاهم بينها وبين الإيرانيين لزيادة عدد الحجاج لهذا العام، وقد أكّد ذلك السيد علي قاضي عسكر مسؤول بعثة الحج الايرانية، وأضاف السيد عسكر أن السعودية قبلت دفع الدية إزاء ضحايا حادثة سقوط الرافعة في المسجد الحرام، موضحا أن 10 من كوادر القسم القنصلي في الخارجية الايرانية سيتواجدون في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة خلال موسم الحج القادم لمتابعة جميع ما قد يتعرّض له الحجاج الايرانيون، ويريدون من قطر أن تقطع علاقاتها، ستفعل إن أنتم فعلتم ذلك، هل نسيتم سحب دولة قطر سفيرها من إيران مطلع العام الماضي احتجاجا على خلفية الاعتداءات التي قامت بها جموع من المتظاهرين على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد، وهل نسيتم تصريحات الجبير حول إيران وانها دولة جارة ونسعى لأن تكون لكم معها علاقة حسنة، أم أنكم تُحللون لأنفسكم ما تُحرمونه على غيركم!!.شبكة الجزيرة التي عجزوا عن منافستها أرادوا إغلاقها، لأن ما تنقله وما تتمتع به من مهنية وحرفية لم ولن يستطيعوا توفيرها، قنوات بالعشرات وصحف أيضا لا تقل عن عددها ومواقع إلكترونية لا حصر لها، بل وجيوش إلكترونية ومع ذلك دول ذات سيادة تضع رأسها بشبكة ليس لها إلا قنوات فضائية لا تقدم الرقص والفحش والمجون بل إخبارية وثائقية رياضية، ومع فشلهم قاموا برشوة محمد فهمي بمبلغ ربع مليون دولار حتى ينقلب على الجزيرة ويقول ما هو ليس فيها، ولكن يأبى الله إلا أن يُظهر الحق ولو بعد حين، والداعم له سفير الإمارات في واشنطن الذي ظهرت فضائحه ورسائله في كل ما قام به من أمور يجب ألا يقوم بها رجل دولة يُمثّلها دبلوماسيا في أي دولة كانت.أرادوا إلصاق الإرهاب بدولة قطر وهم المتهمون الأساسيون بل من دول الحصار منهم من شارك في أحداث 11 سبتمبر ومنهم من هو مفتي ومنظّر تنظيم الدولة، وبفضل الله لا يوجد بينهم قطري واحد، يريدون ان تُصنّف دولة قطر حماس إرهابية وهم من يقاومون في الذود عن أهلهم وأرضهم وعرضهم، ولا توجد جهات دولية تصنفها بالإرهاب؛ حتى قوائمهم غير الملزمة، وعجزوا أن ينّفوا حزب الله والحوثيين والميليشيات الطائفية في العراق!! فقانون جاستا المقصود به السعودية لا قطر يا سادة، السجون والمعتقلات السرّية في اليمن تحت إشراف الامارات لا قطر يا سادة، من اخترق حظر السلاح في ليبيا الامارات لا قطر يا سادة، يريدون من قطر أن تقطع علاقاتها مع حماس، وهم الآن يتفاوضون معها في القاهرة يا سادة، وعندما قال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.اي.أي) الجنرال ديفد بترايوس إنه "يتعين على شركاء الولايات المتحدة أن يتذكروا أن استضافة قطر لوفود من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة طالبان الأفغانية كانت بطلب أمريكي" تغيّرت الأحوال يا سادة.يريدون من قطر أن تُصنّف الإخوان المسلمين (إرهابيين) ودول العالم لم تصنفها يا سادة، بل إن دولا خليجية ومن دول الحصار لديها أحزاب سياسية تتبع الإخوان المسلمين يا سادة!!.تطول الأزمة أم تقصر مدتها سواء، بالنسبة لنا في دولة قطر، فنحن وبفضل الله جاهزون لكل الاحتمالات ومثلما قال وزير شؤون الدفاع الدكتور خالد العطية إننا سندافع بكل قوتنا عن دولتنا وقيادتنا بأنفسنا وبكل ما نملك، والقيادة عملت اللازم من أجل توفير الحياة الكريمة لكل من يقطن على أرض الدولة، وما حدث يمكن أن نختصره بأن هناك أمورا يريدون أو يسعون للتغطية عليها ومنها ما قد حدث ومنها ما سيحدث، لكن نقول لكم شكرا جزيلا يا دول الحصار أظهرتم تماسكنا مع قيادتنا ودولتنا أمام العالم، وهو معلوم لنا ولكن لم يكن معلوما لكم، أظهرتم أبشع ما فيكم وأفضل ما فينا من مقارعة الحجة بالحجة والقول بالقول دون خوف أو رعب، وليس أدل على ذلك من دعوة وزير الخارجية لكم بالحوار وتمسككم بالادعاءات دون الحوار، لأن صاحب الحجة أقوى من القول.