26 أكتوبر 2025

تسجيل

ولماذا لا نفعل؟

04 يوليو 2015

كثيرة هي تلك اللحظات التي تضطرب فيها مشاعرنا؛ بسبب المواقف التي تفرضها علينا الحياة، فنشعر بضغط شديد يتحكم في تصرفاتنا ولبعض من الوقت يمضي عادة بوجود من يساعدنا على ذلك من خلال عرض خدماته، وتسخير طاقته؛ لبث الخير، الذي يترجم إنسانيته، التي تُحرك عجلة الأمور لتسير دون توقف، فهذه الإنسانية ما نحتاج إليها؛ كي تستمر الحياة على خير وجه، فنحن وحين تتواجد معنا ندرك الكثير من المعاني العظيمة التي نفتقدها بمجرد أن تُعلن انسحابها عن المكان وتقرر الرحيل بعيداً؛ تاركة من خلفها الكثير من الفوضى، التي لن نتمكن من تحملها بتاتاً حتى تعود الإنسانية إلى صوابها وتعود إلينا من جديد.لقد بدأت حديثي اليوم عن (الإنسانية) التي نشعر ونحن نتحدث عنها بأنها كلمة عظيمة قد اختزلت مفهومها العظيم كلمة أخرى ألا وهي (الإسلام)، الذي تناول حياة الفرد منا جملة وتفصيلاً دون أن يغفل منها أي جانب ولدرجة تمكنت من توحيد الصفوف، وجعلتنا نعيش ضمن فلك واحد لا يختلف فيه من يلتزم ولا يخالف، والحق أني وإن حرصت على سرد حكاية توحيد تلك الصفوف، التي جعلتنا نتفق على الكثير تحت راية الإسلام لخرجت بالعديد من المجلدات التي سينتهي العمر دون أن تنتهي؛ لذا يكفي بأن أتناول نقطة واحدة أرغب وبشدة التحدث عنها ألا وهي: حب الخير والدعوة إلى بثه بين الجميع من خلال تقديم المساعدة الحقيقية ودون أي مقابل سوى الأجر والثواب. إن حب تقديم المساعدة نعمة يتفاوت قدرها ويختلف في نفوس البشر، وعلى الرغم من أننا لا نتفق على القدر الذي نملكه منها، إلا أن منا ولله الحمد من ينعم بهذه النعمة، ويحرص على تسخيرها لخدمة الآخرين، فهو ما يحث عليه ديننا ويُنادي به؛ كي ندرك السلام والأمان، وهو أيضاً ما نتقدم به دون أن يُطالبنا به أي أحد، خاصة وحين يتعلق الأمر بكل ما يؤثر على حياتنا المرتبطة بالآخرين ممن يلعبون دوراً أساسياً في تغيير مجرى الأمور بفضل ما يُقدمون عليه بين الحين والآخر، ويجدر بنا التدخل؛ لعرض المساعدة القادرة على تحسين أوضاعهم وأوضاعنا كنتيجة حتمية.أحبتي: سبق لنا أن تحدثنا عن الإنسانية وما يؤكد وجودها بيننا كالمساعدات التي نتقدم بها في سبيل النهوض بمجتمعنا، وبما أن الحديث قد تناول كل تلك الأطراف، فلاشك أن القادم هو ذاك الذي أردت تسليط الضوء عليه ألا وهو (خوض العادات السيئة التي يقوم بها البعض، وتخالف الشهر الفضيل). إن حقيقة الأشياء هي ما تحكم عليها، فإن كانت سيئة فهي كذلك، وإن كانت جيدة فهي كذلك أيضاً، والعادات التي يمارسها البعض لا تأتي وتكون بسهولة، ولكنها تأخذ وقتاً لا يُستهان به؛ كي تصل بصاحبها إلى مرحلة صعبة يدرك فيها أنه لا يستطيع الاستغناء عنها؛ لأنها عادته التي اعتاد عليه ولن يتخلى عنها بسهولة، وعليه تكون منه طوال العام وليس في شهر واحد دون غيره؛ لذا وحين نتحدث عن تلك العادات في شهر رمضان، فإن التخلص منها لا يكون من أجل الشهر الفضيل وحسب، ولكن من أجل حياة أفضل ستكون متى تخلصنا من كل ما يمكنه تعكير صفوها وبشكل دائم، وهو ما سنقوم به من خلال الحصول على المساعدة الحقيقية التي يتقدم بها البعض؛ ليستفيد منها البعض الآخر، فننعم من بعد ذلك بالخير الذي نتطلع إليه، وبما أنه هدف الزاوية الثالثة الذي نحرص على تحقيقه في كل مرة، فلقد أردنا تسليط الضوء على هذا الموضوع الذي سنتعرف فيه على بعض تلك العادات السيئة، وما يمكنكم تقديمه من مساعدة؛ في سبيل التخلص وتخليص العالم منها أيضاً، وعليه إليكم ما هو لكم.من همسات الزاويةحين تجد ما تود التمسك والالتزام به دون توقف فلابد وأن تتأكد من خلوه من الضرر الذي ومن الممكن أن يلحق بك وبمن حولك، وقد يتمادى ويتمرد عليك مع مرور الوقت؛ ليتحول لعادة سيئة ستفرض عليك عزلة إجبارية لن تتمكن من الخروج منها ما لم تبذل من الجهد ما يكفي؛ كي تتخلص منها فعلاً؛ لذا فكر بما يستحق انشغالك به، وتمسك به فهو الأفضل دون شك.