15 سبتمبر 2025

تسجيل

ما ملأ ابن آدمَ وعاءً شرا من بطن

04 يوليو 2014

-(عن المقدام بن معد يكرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ماملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" ) رواه الإمام أحمد والترمذي والنَّسائي وابن ماجه وقال الترمذي: حديث حسن. وقد روي هذا الحديث مع ذكر سببه، فروى أبو القاسم البغوي في معجمه من حديث عبدالرحمن بن المرقع قال ( "فتح رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خيبر وهي مخضرة من الفواكه، فوقع الناس في الفاكهة فغشيتهم الحمى، فشكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنما الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض، وهي قطعة من النار، فإذا أخذتكم فبرّدوا الماء في الشنان فصبوها عليكم بين الصلاتين " يعني المغرب والعشاء، قال: ففعلوا فذهبت عنهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لم يخلق الله وعاء إذا ملئ شرا من بطن، فإذا كان لا بد فاجعلوا ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للريح" ) وهذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها. وقد روي أن ابن أبي ماسويه الصيب لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام ولتعطلت الماراشايات ودكاكين الصيدلة، إنما قال هذا، لأن أصل كل داء التخم كما قال بعضهم: أصل كل داء البردة، وروي مرفوعا ولا يصحّ رفعه. وقال الحارث ابن كلدة طبيب العرب: الحمية رأس الدواء والبطنة رأس الداء، ورفعه بعضهم ولا يصحّ أيضا. وقال الحارث أيضا: ( الذي قتل البرية وأهلك السباع في البرية إدخال الطعام على الطعام قبل الانهضام ). وقال غيره: (لو قيل لأهل القبور ماكان سبب آجالكم؟ لقالوا التخم ) فهذا بعض منافع قليل الغذاء وترك التملؤ من الطعام بالنسبة إلى صلاح البدن وصحته. وأما منافعه بالنسبة إلى القلب وصلاحه فإن قلة الغذاء يوجب رقة القلب وقوّة الفهم وانكسار النفس وضعف الهوى والغضب، وكثرة الغذاء يوجب ضد ذلك. ( قال الحسن: يا ابن ادم كل في ثلث بطنك واشرب في ثلثه ودع ثلث بطنك يتنفس ويتفكر) . ( وقال المروزي: جعل أبو عبدالله: يعني الإمام أحمد يعظم من الجوع والفقر، فقلت له يؤجر الرجل في ترك الشهوات فقال: وكيف لا يؤجر وابن عمر يقول: ما شبعت من ثلاثة أشهر). (قلت لأبي عبدالله : يجد الرجل من قلبه رقة وهو شبع قال: ما أرى ) , ثم روى المروزي عن أبي عبدالله قول ابن عمر هذا من وجوه. فروى بإسناده عن ابن سيرين قال: ( قال رجل لابن عمر: ألا أجيئك بجوارش؟ قال: وأي شيء هو؟ قال: شيء يهضم الطعام إذا أكلته، قال: ماشبعت منذ أربعة أشهر، وليس ذاك أني لا أقدر عليه ولكن أدركت أقواما يجوعون أكثر مما يشبعون ) .وبإسناده عن نافع قال: ( جاء رجل بجوارش إلى ابن عمر فقال: ماهذا؟ قال: شيء يهضم به الطعام، قال: ما أصنع به إني ليأتي علي الشهر ما أشبع فيه من الطعام ) . وبإسناده عن رجل قال: (قلت لابن عمر يا أبا عبدالرحمن رقت مضغتك وكبر سنك وجلساؤك لا يعرفون لك حقك ولا شرفك، فلو أمرت أهلك أن يجعلوا لك شيئا يلطفونك إذا رجعت إليهم، قال: ويحك والله ماشبعت منذ إحدى عشرة سنة ولا اثنتي عشرة سنة ولا ثلاث عشرة سنة ولا أربع عشرة سنة مرة واحدة فكيف بي وإنما بقي مني ما بقى ).وبإسناده عن عمرو بن الأسود العبسي (أنه كان يدع كثيرا من الشبع مخافة الأشر )