16 سبتمبر 2025

تسجيل

في الذكرى الأولى

04 يوليو 2014

أحيا "تحالف دعم الشرعية" المعارض في مصر أمس، الذكرى الأولى لعزل الرئيس المصري السابق المنتخب محمد مرسي، بتظاهرات واسعة أسفرت عن ثلاثة قتلى على الأقل في المواجهات، إلى جانب قتيلين سقطا في تفجير مبنى سكني، فضلا عن مئات الاعتقالات في صفوف المتظاهرين، حيث أكدت مصادر وزارة الداخلية المصرية منها حوالى 196 حالة اعتقال. الملاحظ في تظاهرات الأمس، التي أعادت الزخم الكبير للمتظاهرين، أنها حملت رسالتين مهمتين، الأولى حرص الجانبين على التصعيد، فقد حرصت المعارضة للنظام القائم على أن تحشد وتعبئ مؤيديها بأقوى العبارات، حيث دعت إلى أن يكون هذا اليوم "يوم غضب عارم يضع بداية للنهاية وتؤهل لمرحلة الحسم"، فقد دعا التحالف إلى الانطلاق بالمظاهرات من 35 مسجداً في القاهرة "باتجاه ميادين التحرير"، تاركاً قرار الدخول إلى الميدان من عدمه للقيادة الميدانية على الأرض، في حين شددت الحكومة من الإجراءات الأمنية في الميادين وحول المنشآت الحيوية، تحسبا لهذه التظاهرات.أما الرسالة الثانية، فتعكس انسداد أفق الحل السياسي حتى الآن، وغياب أي أفق للحوار، مما يعني بقاء مصر في حالة شد وجذب، قد تتطور لاحقاً إلى مسلسل عنيف، بدت بعض مؤشراته من خلال العمليات الإرهابية التي نفذتها بعض الجماعات ولاتزال تتوعد بالمزيد.مصر في الذكرى الأولى لعزل مرسي، بحاجة إلى نهج جديد، وفكر جديد، يترجمهما حوار بناء بين أقطاب العملية السياسية في هذا البلد، حوار لا يستثني أحداً ولايقصي أحداً، هذا الحوار بحاجة إلى مبادرة حسن نوايا من الطرفين، يمكن أن تشمل وقف الهجمة الشرسة من الحكومة على المعارضة من خلال الاعتقالات المكثفة، وأحكام الإعدام الجماعية، يقابل ذك في الطرف الآخر، تخفيف حدة التصعيد، والجنوح إلى منطق التفاهم والمصالحة.عندما نتحدث عن أهمية المصالحة في فلسطين والعراق وليبيا وسوريا، فلا شك أن مصر، وهي تمر بالذكرى الأولى لعزل رئيسها المنتخب، بحاجة إلى مصالحة أوسع وأشمل، حتى تأخذ مصر مكانتها ودورها الرائد في هذا الظرف العربي الدقيق والحساس.