10 سبتمبر 2025

تسجيل

نحلم بالعيش سعيدين

04 يونيو 2024

كلنا نحلم بالعيش سعيدين.. ولكنه حلم مضلل لنا.. لأننا لا نرغب فعلا بذلك.. فالعيش بسعادة معناه أن للحزن واليأس وجوداً في تلك الحياة.. فماذا لو واجهتنا مشاكل ومصائب وعكَّرَت علينا جو سعادتنا وبهجتنا؟ ماذا بعد؟ الأسلم لنا أن نتمنى العيش برضا وقناعة.. لأنه حتى وإن واجهتنا الصعوبات والمصائب، سنتقبل ما تلقيه الحياة علينا وسنمضي راضين، وهذا أرفع درجات السعادة. ثم ما هي أصلا السعادة؟ وكيف يمكن قياسها أو الوصول إليها؟ في الواقع «السعادة» هي ليست وجهة.. هي درج طويل، تصل إليه بالارتقاء درجة درجة حتى تصل إلى الرضا والسلام الداخلي. أوبرا وارثر بروكس يتفقان معي في كتابهما (ابن الحياة التي تريدها)، حيث يؤكدان على أن الإنسان لا يمكنه فعلا الوصول إلى السعادة ولكنه يستطيع أن يكون أسعد مما عليه الآن عن طريق التخفف من تعاسته الحالية. وذلك أولاً عن طريق التخلص مما يزعج الإنسان. ثانياً تغيير نظرة المرء إلى الماضي، وثالثاً تغيير ردة فعلك لما يحدث لك الآن. كل ذلك سيساعدك على أن ترتقي سلم السعادة درجة أو اثنتين! وأكثر ما قد يساعدك في الوصول إلى الرضا، هو عيشك للحظة الراهنة. جميعنا نقع معظم اليوم تحت رحمة أفكارنا، والأمر الغريب والمزعج أن معظم أفكارنا لا تكون عن اللحظة الآنية، معظم الأفكار تدور حول أحداث أو مشاعر أحسسنا بها في الماضي أو توقعات وسيناريوهات لأحداث قد تقع في المستقبل! ورغم ذلك نستغرق ساعات من يومنا مع هذه الأفكار، فينتهي بنا المطاف دون أن نعيش اللحظة الحالية بكل حضور. فتفوتنا اللحظة ولا نستفيد فعليا من أفكارنا الخيالية والتي قد لا تحدث أصلا! كيف يمكننا إذًا أن نعيش في اللحظة ونحضر بها دون تفكير ودون الاستماع إلى الصوت الصغير والمزعج في رؤوسنا؟ سأل الصحفي دان هاريس ايكهارت تولي صاحب الكتاب الشهير (قوة الآن) عن الطريق فقال له تولي في كل مرة تجد عقلك يتوه في الأفكار تقبل ذلك ولا تحكم عليه ثم خُذ نفساً عميقاً وحاول أن تعيش اللحظة مرة أخرى. الكلام أسهل من الفعل بطبيعة الحال، ولكن كل ما علينا فعله هو المحاولة حتى نصل إلى حضور اللحظة، ونبدأ العيش فعلياً.. هذا ما سيقربنا إلى الرضا عبر السعادة!