09 سبتمبر 2025
تسجيلهل أدركتَ يوماً أن لكل منا في هذه الحياة مكانه ووقته اللائق به، والمحيط الذي يستطيع أن يسبح فيه، والناس الذين يتوهج بهم ومعهم ؟ وأن لكل منا شجرته التي تتألق في أرضها وموسمها؟ وبستانه وتربته الخصبة التي لا يُزهر إلا فيها؟. فالدرّ المكنون قد لا يميزه أي عابر، والجوهرة الثمينة لا تُقدرها إلا كل عين تُبصر قيمتها. وكما قيل: ( يُهان المرء في غير مكانه) فلنقبل بحقيقة أنه ليس كل من تقابله سيراك بعين المثمن لجواهرك، المُقدّر لنفائسك، وليس كل مكان سيُدرك عظمة وجودك، وأبهة حضورك، وليس كل وقت هو وقتك المناسب للسطوع، وليس كل سياق مناسب لنخبة وجودك!. ومهما بلغت شأواً في دُنياك، فلابد لك من أن تكون مجهولاً غير ذي شأن عند البعض ممن لا يبصر مقدار روعتك، ولا يعي مكانتك أو لا يهتم بها أصلاً. فحتى الأنبياء والصالحون، ممن بلغوا شأناً عظيماً عند بارئهم، واصطفاءً خاصاً لهم بين الأنام، ومقاماً علياً خلعه عليهم الكريم ذو الإحسان، هم ممن تبصرت روعة وجودهم عند البعض، ولربما نالهم من العداء الصريح، والتربص ما يصيب العدو الغاشم من البعض الآخر! إن أدركت ذلك جيداً فستدرك أولاً أن قيمتك عند الله محفوظة دائماً، وأن تثمينك لنفسك في عين نفسك هو الأولى، وستعي ثانياً أن جواهرك الثمينة لا تليق بأي أحد، وأن نفائسك لن تُطلعها إلا لمن يستطيع أن يرى مكانتها بعين بصره وبصيرته، وأن يتلذذ بحُسن ذائقته بهاء قدرها، ويتلمس بحكمته مدى ندرتها فيعطيها حقها من الاحترام والتبجيل، ويمنحها نصيبها من الاحتفال والتوقير. لحظة إدراك: لا تترصد قيمتك في أعين الناس، تبحث عندهم ما لم يستقر في نفسك أصلاً لها من التبجيل والاحترام، والمعرفة الحقّة بمكارم روحك النادرة، والتي لن تدركها إلا عين الخبير المُثمّن لنفيس الدر الكامن، والمُقدّر للطريف الغالي، فلن تلوم إلا نفسك إن زرعت نفسك في غير أرضك.. فذبلت!.