12 سبتمبر 2025
تسجيلالمساحة التي تشغلها أهدافنا تكتسب مشروعيتها من خلال عِظم ما تنادي به، أي أنه كلما عَظم ذاك الذي ننادي ونطالب به، امتدت المساحة التي ستشغل ما حولنا، والحق أن الحياة لا تخلو من الأهداف التي تشغلنا وتستحق منا الانشغال بها، فهناك الكثير مما يمكننا التحدث عنه، وما يروقني وأحب تسليط الضوء عليه لعظيم ما يتمتع به هو برنامج «صناعة أثر»، الذي يسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف تحمل على رأس قائمتها: غرس العقيدة الإسلامية، وتعزيز القيم الإسلامية والأخلاقية والسلوك الإيجابي، ومعالجة بعض الظواهر السلوكية السلبية، بالإضافة إلى التثقيف الشرعي، وكل ما يمكنه ملامسة تفاصيل الحياة، والالتصاق بقضاياها. البرنامج يستند إلى فكرة جاءت انطلاقاً من اختصاصات إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتنظيم الشراكات مع الجهات الحكومية والمؤسسات التربوية، من خلال بعض الآليات والأساليب المعتمدة، التي تساهم بتهذيب وتشذيب النفوس، وقد ظهر البرنامج على سطح الموضوعات التي أحببت مناقشتها؛ لنجاحه في نسخته الأخيرة، وتمكنه من فرض نمط حياة ضمن قالب أخلاقي يصقل الذات ويهذبها، فهو برنامج دعوي تربوي قيمي؛ لبناء الشخصية والتصدي للمشكلات والظواهر السلبية والمساهمة في بناء الشخصية الإسلامية الواعية، وحتى لا تتفرق بنا السبل ونجبر على السير في اتجاهات مختلفة، يجدر بنا الوقوف على رأس نقطة واحدة وهي ضرورة إدراك حقيقة أن كل الجهود المبذولة؛ للارتقاء بجودة ما نقدمه في الحياة هو ما يستحق منا معانقته دون أن نفلته، فهو ما سيمنحنا القدرة على مسح غبار التجارب الفاشلة التي نمر بها، واستبدالها بأخرى تسمح لنا بتقديم أفضل ما لدينا، والحق أن سطوع مثل هذا البرنامج في حياة الأفراد منذ البداية يساهم بتحقيق ذلك، وما سيترتب عليه؛ ليلحق به هو تطور قدراتنا على العطاء رغم أنف الظروف الصعبة التي تمر بنا. يعد برنامج «صناعة أثر» ومن جهة نظري من البرامج التي يجدر بنا الاعتماد عليها؛ لصناعة جيل يدرك آلية طرح المعالجات، فما يجتمع من حولنا من مواقف يحتاج لردود صائبة تعكس حصيلة ما نحن عليه ويحتاج إلى تجارب حقيقية تكشفه أكثر. ثم ماذا؟ لا شك أن الخروج من التجارب التي نمر بها، يترك في الأعماق أثرا يتلون بطبيعة ما حصدناه من مخرجات، والحق أن تألق هذه الأخيرة من عدمه لن يتجمد لتتجمد هي الأخرى، فهي تلك التي ستتابع دون توقف، وكل ما يجدر بنا فعله هو تحسين تلك المخرجات عن طريق (تميز الأداء)، الذي يتطلب الكثير من الجهد والصبر من نقطة البداية وحتى خط النهاية، ولعل البداية التي تحيط بها جملة الأهداف التي تُكلل برنامج «صناعة أثر» ستصنع الأثر الذي يحلم به كل مجتمع فاضل يسعى إلى إنتاج فرد سيرتقي به حتى يبلغ القمة، وهو ما سيأخذنا ومن جديد نحو الفرد الذي يجدر به تنمية ذاته والالتزام بهذه المهمة دون توقف، بل ومحاولة تقبيل رأس التميز في كل مرة، فهو ما لا يُعد أمرا نخبويا يحق لفئة معينة دون سواها، ولكنه ذاك الحق المشروع الذي يستحق من الجميع الخروج في أثره كل مرة؛ كي يصنع ما سيمتد أثره في هذه الحياة وإن رحل عنها ذات يوم. وأخيرا لا تتوقف مهما كانت الظروف، واحرص على المتابعة وإن طالت بك المسافات، وكن على ثقة أنك ستصل، وحتى يحين ذاك الحين ألقاكم على خير.