الاستثمار في هدنة اليمن

تشكل الروح الإيجابية والاستجابة التي صدرت من الأطراف اليمنية، بالموافقة على اقتراح الأمم المتحدة لتجديد الهدنة في اليمن لشهرين إضافيين، خطوة أخرى في المضي نحو الطريق الذي يقود إلى تهيئة الأجواء بما يمكّن من البدء في الترتيب لإطلاق عملية سياسية تقود إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار في اليمن وتلبي تطلعات الشعب اليمني الشقيق. ولعل الترحيب الإقليمي والدولي الواسع باتفاق الأطراف اليمنية على تمديد الهدنة، يعكس الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأزمة اليمنية، والدعم الكبير للجهود التي يبذلها السيد هانس غروندبرغ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، وضرورة أن تستمر الأطراف كافة في عمل المزيد من أجل تهيئة الأجواء وتوفير الظروف الملائمة من خلال اتخاذ المزيد من الخطوات المهمة التي من شأنها التيسير والتخفيف من معاناة الشعب اليمني بسبب الحرب وتداعياتها، ومن بين ذلك فتح الطرق خصوصاً في محافظة تعز المحاصرة منذ نحو سبع سنوات، وكذلك تشغيل الرحلات التجارية وغيرها من الإجراءات، كما ينبغي على الدول والمؤسسات المانحة أن تساهم في تعزيز الهدنة بتقديم التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن لهذا العام، والتي تقدر بنحو 4.3 مليار دولار لعكس مسار التدهور المستمر في جميع أنحاء اليمن حيث تلقي آثار الحرب بثقلها على كاهل السكان رغم الهدنة الحالية. إن الاستثمار في الهدنة التي حققت مزايا ملموسة وحقيقية للشعب اليمني، يكون بالعمل على تحويلها إلى فرصة تمهد الطريق نحو حل الأزمة اليمنية سلمياً، استناداً إلى المبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبخاصة القرار رقم 2216، بما يحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق في الأمن والسلام والتنمية.