22 سبتمبر 2025
تسجيلغياب الملفات الساخنة وإغفال القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة، أبرز نتائج القمتين الخليجية والعربية، ولعله من الطبيعي في ظل حالة الغياب والتغييب والارتهان المستمرة لأكبر منظومتين إقليميتين في المنطقة ووقوعهما أسيرتين لسياسة المحاور وتكريس الهيمنة والأجندة المسبقة أن تكون نتائج القمتين بهذا المستوى الضعيف والمرتبك، لكن الخطوة التي أثارت استغراب المراقبين السياسيين والمهتمين بقضايا المنطقة هي ردة الفعل المستهجنة للرياض والمنامة وأبوظبي، حيث حاولت دول هذا المحور التغطية على ذلك الفشل بإثارة الغبار على مشاركة قطر في قمم مكة. ولو كانت أبوظبي والرياض صادقتين في مسعاهما للبحث عن حلول لقضايا شعوب المنطقة كما تدعيان، لرحبتا بمشاركة قطر ولأشركتاها في إعداد البيان الختامي، لذلك كان موقف قطر واضحا منذ البداية بالتحفظ على مسودة البيان، وجاء التحفظ منطقيا وموضوعيا لان إصدار بيان ختامي لم يتم التشاور حوله بين الدول المشاركة في القمة يعد خروجا على الأعراف الدبلوماسية ونزوعا نحو الهيمنة والتوجيه، وهذا ما أكده سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية بقوله إن قطر دولة ذات سيادة ولا تقبل إملاءات، وان الحوار مع دول الحصار يجب ألا يكون من منطلق أنهم أقوى، بل على أسس ومواثيق مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية وهو ما ينظم العمل في كافة المنظمات الإقليمية والدولية. لقد جاء تحفظ قطر بسبب عدم وجود خطوات ملموسة ومواقف موحدة للانخراط في الحوار لمواجهة التحديات. لقد قبلت قطر المشاركة في القمة والعمل على دعم أهدافها على الرغم من أن دول الحصار تسخر كافة أدواتها للإضرار بقطر وتحتفل في حال تحقيق أهدافها الوهمية، بينما واقع الحال يقول إن تداعيات الأزمة الخليجية تؤثر على السياق الإقليمي وانه يجب أن يكون هناك حل للحد من المآسي الإنسانية في العالم العربي فالمنطقة تمر بمرحلة مفصلية لم يتم الإشارة لها والبيانات لم يتم ذكرها. ولا نبحث دليلا لتأكيد موقف قطر فالشعوب العربية تدرك اليوم عدم وجود تحرك عربي أو خليجي إزاء هجوم قوات حفتر على طرابلس ولا تجاه المأساة المستمرة في اليمن، نتمنى أن تتجاوز دول الحصار سياسة المزايدة والتضليل ففي ظل هذه الممارسات يصبح من الصعب مواجهة التحديات التي تواجه شعوب المنطقة.